اليك يا راشد ايها النشمي اكتب اليك وانت تتقدم ببسالة وبأعمق صور الشجاعة لقائد يتقدم مجموعته وهم يواجهون معا الموت على ايدي تلك العصابة الخارجة عن القانون متطرفي هذا الزمان وخوارج هذا العصر كما يصفهم جلالة الملك عبدالله الثاني قائدنا المفدى وسليل الهاشميين الذين قدموا ارواحهم شهداء للوطن والامة على مر التاريخ.
ماذا اكتب عنك يا راشد انت ورفاقك ، واظن ان رفاقك الذين كانوا بصبحتك هم الاكثر حزنا عليك فنحن الذين نراقب المشهد خلف مواقع الاعلام احترقت قلوبنا لاستشهادك ولعل الحزن هذا يصير عظيما ونحن نتخيل وقع فاجعة امك وابيك ابن العسكرية واحد قادة الجيش العربي كيف تلقوا خبر استشهادك وانك ستتغيب عنهم وعن اهلك وذويك وابنتك التي ما تزال بربيعها الاول لعلني اتخيل صورتها امامي وهي ترقب عودتك لتحملها بين ذراعيك لكنني على يقين بان ابنتك ستكبر وستكون يوما ما متحدثة عنك امام الأردنيين جميعا تروي لهم كيف ان أباها نقش اسمه في صحيفة شهداء الوطن الخالدين والذين لن ينساهم الوطن ولن ينساهم الأردنيون ولا تضحياتهم وسيبقون في الذاكرة الى الابد.
لعل من اصابتهم مصيبة الموت يستطيعون الوصف جيدا لحجم الفقد والفاجعة برحيل الاحباء وانا واحد منهم لكن ثمة سكينة وحالة اعمق من التسليم بقضاء الله وقدره ينزلها الله على عباده المؤمنين لا سيما وان من رحل عنا اليوم نحتسبه عند الله شهيدا لأنه قدم روحة رخيصة في سبيل ان ينام الناس آمنين تصديقا لقول رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله ، وها هو والدك يا راشد يعلنها وهو يقوم بواجبه العسكري خارج البلاد ونحن نتأمل حجم السكينة التي انزلها الله على بصيرته وهو المؤمن بقضاء الله وقدره لأنه يعلم اي منزلة نالها ابنه الشهيد وهو يقول « كيف يتحقق الامان لأهلي ووطني بلا شهداء وان كل رفاق السلاح هم مشاريع شهادة في سبيل امن الوطن وامانه وقيادته الهاشمية المظفرة» الله يا ايها العسكري البدوي يا ابن عشيرتي هنيئا للقائد بك وهنيئا للوطن بشهيدنا النقيب راشد هنيئا لامه وهنيئا لابي الحسين بقائد من قادة جيشنا العربي الاردني من امثال والد شهيدنا اللواء الركن حسين الزيود.
طوبى لك يا راشد ونحن ننعاك لرفاقك رفاق السلاح وكلهم مشاريع للشهادة في سبيل امن وامان وطننا الحبيب الذي نتمنى كلنا الموت في الدفاع عن ثراه الطاهر ونيل الشهادة الغالية عند الله ، اريد ان اخبرك يا راشد يا ابن عشريتي الطيبة عشيرة بني حسن واكثر ما نفخر به نحن ابناء عشيرة بني حسن هو عدد الشهداء الذين نقدمهم فداء للوطن مع نشامى باقي عشائرنا الاردنية والاسرة الاردنية الواحدة ، اريد ان اخبرك يا راشد بان هؤلاء الخونة لن ينالوا منا ولن ينالوا من الاردن والاردنيين بشيء فالوطن اعظم منهم والاردنيون اقوى واعصى منهم وجدار الاردن صلب ومتين واريد ان اخبرك وأطمئنك يا راشد بان سلاحك لم يسقط على الارض حينما اغتالتك رصاصة الغدر من هؤلاء الفئة الباغية لان رفاقك حملوا سلاحك من جديد وما تزال رائحة البارود تعبق به وهي تدافع عن الوطن وتفتك بهؤلاء المجرمين ولان سلاحك مثلما كان بيديك دوما مرفوعا في وجه كل من يعتدي على امن وامان الاردنيين فانه سيبقى كذلك لأنه مثل تلك الراية الاردنية التي نقدم ارواحنا رخيصة في سبيل ان تبقى خفاقة مثلما فعلت انت يا راشد. واريد ان اخبرك واخبر والدتك يا راشد واخبر اهلك وذويك واعرف ان الاسرة الاردنية الواحدة كلها تقف اليوم بمثابة الاهل لك والفاجعة بك اريد ان اخبرك واريد ان اطمئنك بان دمك لن يذهب هدرا ومثلما اخذنا بالثأر بدم معاذ سنأخذ بالثأر لدمك الطاهر وروحك الطاهرة وسندحر المجرمين وكل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن وامانه.
اعرف انك يا راشد قبل عام كنت قد تأثرت باستشهاد النقيب معاذ الكساسبة وانا على يقين انك يومها تمنيت الموت دفاعا عن ثرى الاردن الطهور وثأرا لشهيدنا معاذ وها قد تحققت امنيتك التي اعرف انها مطلب لكل حر وشريف وكريم من ابناء الاردن الاوفياء الشرفاء وهي نيل الشهادة في سبيل الله دفاعا عن الوطن والامة ، انت تعرف يا راشد انك لست الشهيد الاول وبالتأكيد لن تكون الشهيد الاخير لان الاوطان وحب الاوطان لا يتحقق في نفوسنا الا عندما نقدم الشهداء ومثلما قال ابيك ابن العسكرية الاردنية وابن مدرسة الحسين وابي الحسين كيف يتحقق الامن والامان لأهلي ووطني بلا شهداء وان كل نشامى جيشنا العربي واجهزتنا الامنية مشاريع شهداء ، حفظ الله الاردن والأردنيين جميعا وحفظ نشامى جيشنا العربي واجهزتنا الامنية وحفظ قائد الوطن
الرحمة للشهيد واللعنة على خوارج هذا العصر

"الراي"

Sad_damesr83@yahoo.com