في الرابع عشر من تموز عام 1930 دشنت نواة البنك العربي هذا المشروع الريادي الذي نهض على مبادرة فردية اذ تحمل المؤسس المرحوم عبد الحميد شومان مسؤولية تحويل الافكار الصعبة المنال الى حقائق ملموسة على ارض الواقع، مؤسسة شقت طريقها بثقة عالية في ميدان النشاط المصرفي العربي والدولي نحو ذرى التميز والنجاح وعلى مدار السنوات والعقود وعبر الصعاب، فقد تأسس البنك العربي في حقبة زمنية لم تكن تفتقر فيها للحوافز والامتيازات الاستثمارية فحسب بل زخرت بمختلف العوائق مرورا بإغلاق العديد من فروعه إلى موجة التأميم التي أغلقت الكثير من فروع البنك إبان مراحل المد الاقتصادي الموجه والأقلمة في ظل اجراءات الحماية الاغلاقية بعكس ما يمتاز به وقتنا الراهن من سياسات الانفتاح الاقتصادي وتشجيع المبادرات الخاصة وتحفيز الاستثمار الى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتقدم العلم والخدمات والبنية التحتية التي تتمتع بها مشاريع ومؤسسات العمل الاقتصادي القائمة والناشئة لقد توازنت تجربة العربي عبر تاريخ مع التجارب والأوضاع العربية والدولية بكل ما فيها من تغيرات واحداث مما صقل تجربة العربي في مواجهة الظروف المختلفة والتعامل معها بكفاءة عالية ليصوغ سفر نجاحه عبر مسيرة عمله ونشاطه باصرار وصدق وابداع.

لذا كانت الثمانية والسبعون عاما من عمر البنك قصة عطاء ومثابرة مفعمة بالنجاح والانجاز وقد اثبت البنك العربي جدارته في التعامل مع مختلف الظروف وعمل بكفاءة على تعزيز تواجده العالمي.

وحينما يبرز تفوق المؤسسة كظاهرة مستدامة فانما يشير ذلك الى وجود نوع متميز من الادارة التي تقود نحو أفضل النتائج ومن هنا تاتي أهمية الادارة الحالية التي جعلت من النجاح المتواصل هدفا مركزيا لها فليست العبرة في تحقيق النجاح بل في استمراريته لتحويله الى ظاهرة مستدامة فقيادة مؤسسة مترامية الأطراف كمجموعة البنك العربي في ظل انتشارها الواسع محليا وعربيا وخارجيا وعملها في بيئات استثمارية مختلفة من حيث التشريعات والتنافسية المصرفية الضارية وتمكنها من تحقيق نتائج تصاعدية عاما بعد آخر انما يؤكد على أهمية الادارة في تحقيق النجاح فالادارة الكفؤة هي التي تجعل هذه المؤسسة تختلف عن غيرها من حيث الأهداف والنتائج والكفاءة في مدى تحقيقها وهو اكثر ما يبرز في القدرة على توظيف الموارد البشرية والمالية والفرص المتاحة والنتائج المستهدفة وصولا الى الأفضل.

ان العمل المصرفي يستدعي التطور والتحديث الاداري والتنظيمي وهذا ما عرف به البنك العربي حيث اخذ على عاتقه مسؤولية ادخال التحسينات المتطورة على العمل المصرفي وقد كانت كل سنة من سنواته الـ 78 تضيء شمعة جديدة على طريق النمو والتحديث واذا كانت قصة البنك العربي هي قصة التحدي فان قصة النمو والتطور والتحديث هي قصة الاصرار على التفوق والتميز لقد عمل البنك العربي على الاهتمام بالعنصر البشري وتنمية مهاراته وقدراته من خلال التدريب المستمر وفي السنوات الاخيرة زاد التركيز على التدريب المتقدم والمتخصص للنواحي الادارية المصرفية لتحقيق المزيد من التناغم بين الانسان الموظف والأجهزة والأنظمة الآلية بهدف زيادة انتاجية الفرد من جهة وبما يخدم عمل المؤسسة بشكل عام من جهة اخرى وينعكس على الموظف نفسه بحيث يزيد من رضاه الوظيفي ويقدم مستوى مرتفعا من الخدمة وهذا ما تميز به البنك العربي حيث غدا مدرسة للخبرة المصرفية لما شكله من تجربة مصرفية واقتصادية رائدة استحقت ان يسترشد ويقتدى بها من قبل المؤسسات والشركات العربية فهي نموذج التفوق ونموذج للمشاركة الفاعلة في بناء المجتمعات ونموذج للقوة المالية والقدرة العالية في ميادين التنفاسية المصرفية العالمية.

لقد تعاطى مع حاجات الانسان الأساسية ومتطلبات الحياة الكريمة له بما يتضمنه ذلك من وجود بنك مليء كالعربي مستعد لتسهيل فرص الحياة الكريمة ويتضمن ذلك السكن والاستثمار وتمويل المشاريع الانتاجية الاجتماعية وحتى القروض الشخصية وتسهيلات قروض المستقبل لتنمية المجتمع المحلي والمجتمعات العربية التي تتواجد فيها فروع البنك.

والآن يتطلع البنك العربي نحو المستقبل بكل ثقة وليكون داعما قويا لبرامج التنمية الشاملة في مختلف الميادين الاقتصادية وحيثما تواجدت فروعه ومؤسساته التابعة والشقيقة وسيواصل مسؤولياته الاجتماعية وخدمة قضايا الثقافة والعلوم من خلال مؤسسته المختصة بهذا الشأن مؤسسة المرحوم عبد الحميد شومان رحمه الله.

الراي