إلى جـنَّـات الـخـلـد يـا راشـد الـزيـود
محمـود الشـيبي
08-03-2016 11:36 AM
لقد صدقتَ يا راشـد ما عاهـدتَ الله عليه مثل جميع أبناء الجيش العربي الباسل كما سماه الحسين العظيم رحمه الله ، وقد صدق فيما قال. إنه الجيش الذي حارب في فلسطين عام 1948، وهو قليل العدد والعدة، بشجاعة واقتدار، وأبلى بلاءً حسناً تشهد عليه الدماء الزكية التي أريقت على بطاح فلسطين الجريحة، كما وهو الجيش الذي أبلى بلاء عظيماً في معركة الكرامة عام 1968، ورد كرامة العرب التي أصابها شرخ دام في حرب حزيران 1967. لقد أثبت رجال المخابرات العامة وأبناء أجهزتنا الأمنية أنهم رجال صدق، وأمل هذا الوطن العصي على الخوارج، وعلى كل المتربصين بهذه الأمة. أما المارقون، فقد نالوا ما يستحقون قتلاً أو اعتقالاً، فقد كانت يـد الحق لهم بالمرصاد، فأوقعت بهم ، وتمكنت منهم، دون أن تمكنهم من النيل من أمن الوطن الغالي.
وما داعش إلاّ فئة جديدة من الخوارج الذين حذرنا منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما هم إلا منظمة مصنّعة من أجل تفتيت الوطن العربي، والعبث بأمنه من أجل مصالح اسرائيلية وغربية. لقد تجاوزت هذه الفئة الباغية كل الحدود، وأخذت تعيث فساداً في الأرض العربية، من أجل مصالح مَنْ أنتجها. يـدَّعون الإسلام والإسلام منهم براء، وهم بأفكارهم الشيطانية يدمرون الأوطان، ويقتلون الناس كما يقتلون الأغنام بلا إحساس، ويعتدون على الأعراض بلا وازع من ضمير أو خلق، فيحاربون الله ورسوله بأفعالهم الهمجية الدنيئة، فيكون جزاؤهم قوله تعالى في سورة المائدة:" إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أنْ يُـقَـتَّـلوا أو يُـصـلَّـبـوا أو تُـقـطَّـع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو يُـنْـفوا من الأرض ذلك لهم خـزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم".
إنهم أبناء فكر منحرف لا يفهمون لغة القرآن، ولا يفقهون مقاصد الشريعة الإسلامية، فأصبح قتلهم واجباً شرعياً، امتثالاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:" فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن قتلهم أجــرٌ لمن قتلهم يوم القيامة". فقد ورد عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه قال:" يأتي في آخر الزمان قـوم حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البريّة، يَمْرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرميّـة، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، فأينما لقيتموهم فاقـتـلوهم، فإنّ قتلهم أجـرٌ لمن قتلهم يوم القيامة". لقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم أمة الإسلام من أنْ تأخذها في هؤلاء رقـة أو رأفـة، فقال صلى الله عليه وسلم:" لئن أدركتُهم لأقـتـلنَّهم قتل عاد". لذا فإننا نقول لجيشنا الباسل ولأجهزتنا الأمنية، اقتلوهم حيثما ثـقـفْـتموهم، ولكم أجرٌ في قتلهم.
إننا نحيي العيون الساهرة من المخابرات العامة، وكافة الأجهزة الأمنية، كما نحيي حماة الديار الجيش العربي الباسل، الذين ضربوا المثل الأعلى في التفاني من أجل خدمة الأردن وحماية الوطن والمواطن، ليظل الأردن حمى لا يضام. والحمد لله أن تمكنت العيون الساهرة الأبيّـة أنْ تـدك أوكارالخوارج الخونة، وأن تُجْهز على الشر في مكامنه ، لتطمئن القلوب، وترتاح النفوس،بحماية الجيش والأجهزة الأمنية اليقظة دائماً من أجل أمن الوطن والمواطن. فالأمن هو أساس الحياة، وعامود الدولة وسر التقدم والإزدهار، فلا اقتصاد بلا أمن، ولا زراعة ولا صناعة بلا أمن ، ولا ثقافة بلا أمن، أي أنه لا مكتسبات من أجل حياة حرة كريمة بلا أمن، ودلّـتْ على ذلك آيات كثيرة، فالله سبحانه وتعالى يقول في سورة قريش:" فليعبدو ربَّ هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف"، فنعمة الله بالرزق لا تتم إلاّ بالأمن والأمان. لذا فإن قتل البغـاة الظلاميين حلال وواجب شرعي.
وعزاؤنا في شهدائنا أنهم يرتقون إلى جنات النعيم كما بشرنا الله سبحانه، وكما بشرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم . فإلى جنات الخلد ياراشد الزيود، فقد انتصرتَ لوطنك وشعبك، واستشهدتَ نصرة للحق ودفعاً للباطل، إنّ الباطل كان زهوقا. هنيئاً لك يا راشد الزيود وقد مضيتَ معطراً بدم الشهداء، والويل والثبور للقتلة المجرمين. فلتطمئن القلوب، وتهدأ النفوس، بأن ابن الأردنيين جميعاً الرائد راشد حسين الزيود في جنات ونعيم مع الأبرار والصديقين بإذن الله، والعزاء والمغفرة لوالديه وأخوته وأهله، ولعشيرة الزيود ، ولقبيلة بني حسن الكرام البررة عامة.