قبل ان تبدأ انتخابات نقابه المعلمين المقررة في نهاية الشهر الجاري ، يجب الالتفات إلى تعزيز وحدة الصف لكافة شرائح مجتمع المعلمين وتلاحم الجميع حول القيم والمبادئ التي تربوا عليها ، وليقفوا صفاً واحدا أمام المأزومين مثيري القلاقل والفتن في وقت نحتاج فيه للجميع ، ما لذلك من انعكاسات وتداعيات على صورتهم المشرقة ، فهم أصحاب الرسالة والأيادي البيضاء ، في الوقت الذي نحتاج فيه الى وعيهم وفكرهم الذي هو الصورة المشرقة لكيانهم ، ما يستوجب وقوفهم بوجه المتشرذمين والفئات المضللة والتصدي لها وكشفها وتعريتها ، بعيدا عن المنازعات والمماحكات ، فالمرحلة القادمة يجب أن تبشر ببداية عهد جديد ، ضمن حياة ديمقراطية نقابية نشطة لاختيار قيادات نقابية تحمل رسالتهم بكل أمانة ، وتتوسد بذلك العلاقات الايجابية الطيبة ، في وطن تسوده فيه علاقات التعامل المهنية بين كافة الأطراف .

نأمل تعزيز تلاحم المعلمين وتقوية روح الأسرة الواحدة بينهم ، وكما هو العهد بهم قدوة ومثلا يحتذى في تعاملهم دون أي تحيز أو تعصب ، ليكونوا قلبا واحدا ، وروحا واحدة يجمعهم هدف واحد وهو الارتقاء بمهنتهم الرسالة الأسمى والأجلّ ، وليتحملوا مسؤولياتهم أمام الله والوطن ، فمن الأهمية بمكان تغليب المصلحة العامة على المصالح الشخصية الآنية ، فالمسؤوليات جسام ، فهذه فرصتهم ليبرهنوا أنهم ضمن المجتمعات المتطورة والمتقدمة المتجددة التي درجت على نهج حضاري توسداً للقواعد الصلبة المتينة ، في مجتمع آمن مستقر ، فهم رأس مالنا الوطني الأهم والأجدى والأجدر ، فما نسعى إليه هو حراك انتخابي نختار من خلاله المعلم شعاراً فوق كل الاعتبارات ، وبذلك يتوجب على المرشحين المنتظرين كبح جماح أية مغريات ، والابتعاد عن تحقيق أية مصالح أو مآرب شخصية على حساب مصلحة زملائهم ، ليكونوا قادرين في أحداث تغيير واقعي وملموس صادقين في طروحاتهم عبر وعودهم ضمن برامجهم الانتخابية ، لتحقيق المزيد من الانجازات والمكتسبات المهنية ، والعمل بكل همة وإخلاص لتحقيق الغايات المرجوة .

لنعمل باستقلالية وحيادية تامة دون تاثير من أية جهة محسوبة على أية فئة أو أي تنظيم ، بل إن هناك رفضا قاطعا من كافة المعلمين لفكرة تدخل الأحزاب والتنظيمات في ذلك لأننا أردناها نقابه مهنية بكل معنى الكلمة بعيدا عن أي شأن سياسي ، وبعيدا عن رياح التخوين وشخصنة المواقف وإطلاق الأحكام ، وعلى مروجي الإشاعات أن يكفوا عن تمزيق التلاجم وأن يترفعوا عن كل ما من شأنه أن يفقد المعلمين مصداقيتهم أمام مجتمعنا الأردني الواحد .. وعدم التركيز على أمور لا تخدم مصلحة المعلمين .

تأسف من البعض اطلاق الاتهامات للترويج لسياسات لا تعبر إلا عن آرائهم بطريقة غير محمودة واستثمار الكيان النقابي بإطلاق التهم الشخصية والاستخفاف بكل رأي يعارضهم أو ينصحهم لخير النقابه وبأساليب لا تليق .. وهم يدّعون أنهم وحدهم أصحاب الرسالة وزملاؤهم ممن يخالفوهم هم دخلاء على المهنة وكأن الأمر غنيمة سيجنون من ورائها المناصب العليا التي ستوصلهم إلى أعلى المراتب .

نتمنى أن لا يبتعد البعض عن نهجهم التربوي ولا نقبل بأي حال عبارات التهويش أو الاستفزاز أو التجريح ، بل ويجب أن نلتزم بالثوابت ، لتكون القرارات التي ننظر اليها مستقبلا نقابية بحته قبل الاستفراد بقرارات تنعكس سلبا على الميدان التربوي خاصة وان هناك الكثير من الزملاء الذين شاركوا زملائهم في السعي لولادة نقابه المعلمين واللذين يمكن ان يبدوا نصيحة تمكن من اتخاذ القرارات التي تتسم بالمهنية والايجابية ..

وأخيرا .. كل التحية لِمَن آمن بقضايا المعلمين ، وكل التحية لِمَن كانت نظرته للغد أثمن من جَهَل مداد الأقلام ، و أكرر تحيتي وشكري وتقديري العالي لِمَن يؤثر على نفسه تقبّل الآخر لأن المقابل يرغب بتجاوز الانزلاق للمهاترة ، وسيكون صاحب هذه الخطى من أكثر الفائزين .. في دنياه وفي آخرته . "رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ"

والله من وراء القصد
مع تحياتي