أهمية ادارة الموارد البشرية .. البوتاس انصع مثال
14-07-2008 03:00 AM
ادارة الموارد البشرية ، هي احد التخصصات الجديدة في مجتمعنا الاردني ، برزت في السنوات الاخيرة ، واصبحت الذراع الايمن للادارات العليا ، وهنا اتحدث عن احد اعمدة الاقتصاد الاردني ، شركة البوتاس العربية ، والتي اصبحت في طليعة الشركات الصناعية في الاردن ، ان من حيث النجاحات المضطردة التي تستمر في تحقيقها ، او دورها في دعم الاقتصاد الوطني ، او دورها الاجتماعي...في رفع مستوى معيشة المواطنين في الاغوار الجنوبية والجنوب خاصة وفي الاردن عامة ، وتنشيط العديد من القطاعات ، ومنها على سبيل المثال ، القطاع الطبي والصيدلي ، حيث ساهم التأمين الصحي ، ومصداقية تعامل الشركة مع المساهمين في هذا القطاع ، في رفع مستوى معيشة المثات من عائلات الاطباء والصيادلة ، اضافة الى تحقيق الرخاء الصحي للعاملين انفسهم ، الذين اكثر ما يندم المستقيلين منهم على خسارتهم للتامين الصحي في البوتاس .
لقد غيرت شركة البوتاس العربية وجه المنطقة ، ونقلتها من الفقر والانعزال الى ان اصبحت قبلة للعاملين في الصناعات ، يسعى الجميع للالتحاق بها ، والتمتع بمزايا العمل فيها ، واولها المزايا المادية ، ويشارك في صنع نجاحاتها ، انها الحلم الذي تحقق ، وها هو يكبر اكثر ، انها ستكون عنوان الهجرة الى الجنوب .
مع احترامنا وتقديرنا الكبيرين ، لكل الادارات التي تعاقبت على شركة البوتاس العربية ، وفي مقدمتهم الادارة الاولى ، التي رافقت انشاء المصنع وبدايات تشغيله ، وما منحته للعاملين آنذاك من مزايا مادية فريدة ، وعدالة نسبية كبيرة ، الا ان الحقيقة التي لا بد من ذكرها ، والتي لا تهدف الى الاساءة لاي ادارة ، بل تلقي الضوء على مراحل عمر الشركة ، حيث لا يمكن الانصاف بالتقييم مع الاخذ في الاعتبار معايير المرحلة الحالية ، دون تسليط الضوء على تفاصيل كل مرحلة والظروف التي رافقتها ، والمعايير التي سادت فيها ، كي يكون التقييم منصفا .
انطلاقا من ذلك ، لا بد من الاشارة الى حالة من الترهل الاداري ، عاشتها شركة البوتاس العربية قبل الخصخصة ، جاءت كنتيجة لنجاحاتها الانتاجية والربحية المتواضعة ، مقارنة مع نجاحات ما بعد الخصخصة ، كما جاء هذا الترهل الاداري كاحد افرازات العلاقات الاجتماعية السائدة في مجتمعنا ، والتي تقوم على مبدأ " جبر الخواطر" والتغاضي عن التسيب ، والتسامح مع المقصر والمسيء ضمن الحدود المعقولة ، لا بل مرت على الشركة ادارات طغت شخصيتها المتميزة على العيوب ، وساهمت في التغاضي عنها من قبل العاملين .
اما مرحلة ما بعد الخصخصة ، فقد جاءت ادارة اجنبية ، لا تتقبل تلك الامور ولا تتعامل معها بتلك المعايير ، وكما تعاقبت ادارات عربية متنوعة ، كذلك تعاقبت ادارات اجنبية متنوعة خلال السنوت التي اعقبت الخصخصة ، جعلت الكثير من العاملين ، وفي مراحل معينة ، يشعرون باليأس من التغيير الى الافضل ، ومن تحقيق مسنوى اعلى من العدالة ، التي طالما تميزت بها الادارات الغربية ، خاصة مع تصاعد موجة الغلاء وتأكل الرواتب ، الى ان انتعش الأمل اخيرا ، وتلمست الادارة الجديدة الطريق ، وتاكدت من وضوح الرؤيا ، فكان سلم الرواتب الجديد للعاملين في البوتاس ، الدواء الناجع لتراكم اعراض مرضية ، فانتعشت العروق ، وتدفق الدم بحيوية في كل مرافق الشركة ، فتعزز الانتماء ، وازداد البناء علوا ، وطاولت نجاحات الشركة قمم المجد .
ما كان لهذا التواصل مع هموم العاملين ، وتلمس احلامهم ، ومعاينة الامهم ان يتحقق ، لولا ادارة موارد بشرية ، يقودها شاب اردني ، من خيرة شباب العرب ، جال قلبه كل الاردن ، من الحمة حتى رحمة ، ومن الصافي حتى الصفاوي ، يزرع بذور الانتماء والولاء ، ولا يبخل بجهد لتحقيق العزة لابناء وطنه ، فكان جسرا لعبور الهموم الى الادارة الاجنبية ، وازالة الغشاوة عن صور المعاناة ، فتحقق ما يشبه الحلم ، زيادات سخية في الرواتب ، حسام حنوش ابن عمان الغربية ، لكنه في الحقيقة ابن الريف والبادية يعيش في عمان الغربية ، فتح قلبه للجميع ، وساند الحق بكل شجاعة ، الجميع يسعى له ، وهو يسعى للجميع ، فلا تعسره كلمة بدوية او فلاحية وهو يحادث ابن البادية والريف ، رغم ان مثل هذه الكلمة شبه منقرضة ، نسيها حتى ابن البادية والريف ، الذي هجر مرابع الصبا .
ادارة الموارد البشرية ، ادارة اجتماعية اقتصادية انسانية ، انها ادارة وطنية ، فدورها الوطني في تعزيز البناء الانساني ، وفي تعميق الانتماء الوطني ، وفي تحقيق العزة لأبناء الوطن ، الغى نظريات سادت ، واوجد مفاهيم عصرية جديدة ، انها ادارة المستقبل .
S_garaleh@yahoo.com