لطالما تأخذنا الأحلام بعيداً حيث الأفق، فتمتلكنا رغبة جامحة نحو تحقيق ما نصبو إليه، فنزرع ما نحلم به من رغبة ملحة تسبقنا الى القلب والعقل فتتبعها تلك الإرادة التي تصنعها النفس بكل عزيمة، ,فمن الجميل أن يكون لدى الإنسان ثقة راسخة بتحقيق أحلامه مهما كانت كبيرة لتكون أقرب الى أرض الواقع، حينما نبذل جهوداً بناءة لإنجاحها ولكي نصل الى سلم النجاح لا بد من الصبر , قد يصيبنا نوع من الفتور أو الشعور بهذه الأحلام وأنها أصبحت بعيدة، ولكن يُعيدها التفكير بالهدف الذي من أجله دفعتنا الاحلام لمزيد من الإنجازات المبذولة وفرضها الطموح علينا لنستمر ونسير بها على أرض الواقع ,فيأخذنا النجاح في رحلة طويلة جميلة حيث نجلس على بساط الفرح لنتذوق ثماره والجهود المبذولة الذي وصلته سواعدنا وأعلته ثقتنا بعقولنا وأعمالنا وإنجازاتنا حتى أدركنا الايمان بتلك الحكمة التي تُفيد من يتبعها "أن من يعمل بنية وعزيمة وإرادة ويجعل ثقته بالله ,سينجح حتماً في الوصول الى أهدافه ".

ولكي يتحقق ذلك الحلم الذي هو أقرب للواقع ,لا بد من مزيد من الجهود وطاقات للعمل وبعض علماء النفس يقولون "لكي تحقق حُلمك ,عليك بساعة عمل جادة في عملك , وتجنب الأشخاص الساميين الذين ينفثون السُموم لأن هناك من يتعمد بإلقاء كلمة كالسُم لك قد تثنيك عن هدفك الذي تسعى للوصول إليه.

قال الشوكاني رحمه الله
"ينبغي لمن كان صادق الرغبة قوي الفهم ثاقب النظر عزيز النفس شهد الطبع عالي الهمة سامي الغريزة أن لا يرضى لنفسه بالدون ولا يقنع بما دون الغاية ولا يقعد عن الجد والاجتهاد المبلغين له إلى أعلى ما يراد وأرفع ما يستفاد فإن النفوس الأبية والهمم العالية لا ترضى بدون الغاية في المطالب الدنيوية من جاه أو مال أو رئاسة أو صناعة أو حرفة حتى قال قائلهم:

إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُومِ فَلا تَقنَعْ بما دونَ النّجومِ

فطَعْمُ المَوْتِ في أمْرٍ حَقِيرٍ كطَعْمِ المَوْتِ في أمْرٍ عَظيمِ

ورغم أن طريق النجاح ليس سهلاً لان هناك الكثير من الحواجز والمعيقات التي تؤثر على مسيرة الناجح إلا أن إرادة من يريد تلك الطريق تساعده في التغلب على الصعوبات والعقبات ,بل وتحويلها الى نصر وعز وكرامة ,فيجد المرء نفسه وذاته بعيداً عن من يريدون به الكيد ,فالقلوب السوداء لا تجني الا ما حملت في قلوبها ولن تحصد الا ثمار الغيرة والحقد ويصبحوا عنواناً للسقوط والفشل والهزيمة بحيث يُشار أليهم بالبنان لما وصلوا إليه من سقوط لدسائسهم وشرورهم التي تنقلب عليهم ويَسقطوا من أعين الشرفاء الذين وصلوا الى مراتبهم بجهودهم وكفائتهم بعيداً عن الواسطه والمحسوبيه والعلاقات الشخصية ومعرفة هذا وذاك.

ومن يصمم على النجاح لا يرى في الدنيا إستحاله لتحقيق مُراده ,فيسير في الطريق لا يعرف في قاموس حياته معنى لكلمة الفشل ,ويقطف ثمار تَحَضُره وإجتهاده وتعلمه من أخطاءه وإبتعاده عن كل من خذله رغم ما قدم لهم من خير دون أن يطلب مقابل ,وبذل كل جهد لدفع الشر والمكائد عنهم الا أنهم سارعوا في رد المعروف للغير لأنهم لم يثمنوا المعروف ولم يثمنوا الجهود التي بُذلت لهم فظهروا على حقيقتهم بأنهم غير جديري بمواقعهم ومراكزهم ولن ينالوا في حياتهم الا كما يفعلون بالغير ,ولأن الله لا يخذل ناجحا يعوضه الله بمن يُقَدر جهوده وعمله ويرزقه أصحاب الأخلاق العاليه ومن يخافون الله في التعامل مع الناس ,,فلا يخذلوه,,وهذا هو النصر بحد ذاته والفخر والشرف أن يصل الناجح بجهوده لتكون أول خطوة في طريق التحليق في سماء النجاح ليتظلل الناجح بظلاله ويخطو خطوات واثقه تصل به الى أعلى المراتب التي يطمح بها طالما أنه اجتهد وأصاب وأخذ حقه بتعبه وجهده وعرق جبينه ويفتخر بمن قَدره وأعطاه حَق قَدره.

وتذكروا دائما أن النجاح يحققه فقط الذين يواصلون المحاولة بنظرة إيجابية للأشياء وعندما تصلوا الى عمق معنى كلمة النجاح ستجدون انها تعني وبكل بساطة,,,,الإصرار.