الفكر الارهابي والإبصار الاردني
د. عادل محمد القطاونة
07-03-2016 01:44 AM
على مد البصر وتحت ضوء القمر بات الإرهاب فكراً جاهلاً للأثر، متناقضاً في طروحاته أينما ظهر، باحثاً عن ضالته في قتل البشر ميقناً بانه أصل الإسـلام لا مفر، بانياً أحلامه على آيات لقرآن قد أمر بالنهي عن القتل والرحمة بين البشر، فالإسلام دين السكينة لا الخطر، والخالق تعالى في علاه الرحمن الرحيم المنعم العالم بالقدر، ومحمد رسول الله كريم رحيم سيد البشر، وبين نهر ونار ومطر، جبال وهواء وشجر، جاء الإسـلام رسالة في المحبة والصدق والصفح واضعاً في بناءه أن الخالق محب لمن غفر، وأنه عز وجل كاره لكل ضرر.
يتساءل البعض عن الفكر الإرهابي العنيد، التائه عن الإسـلام العتيد، الباحـث عن إنجاز فريد في قتل كل إنسان يريد؟ وما هي الأدوات والطرق التي أسهمت في إنحراف العديد من الشـباب نحو فكر مارق؟ بعيد وليس بصادق! بانياً كل فكره على كل حارق غارق! متمسكاً بكل عائق! مسـشهداً بقول سابق غير باحث في أصله وفصله متلبسـاً به كحديث لاصق! لينحدر به التفكير البشري الى متاهة فكرية ترفض الإيجابية وتحث على الدمـوية، وتعتمد كل سـلبية باحثة في أجزاء دينية فرعية غير رئيسـية، دونمـا دراسة عميقة وإجابات أكيدة يندفع البعض في بحثه عن عالم مجهول يعتقد انه الـى الجـنة قادم وأنه للنار عالم، ولا يدري انه في نهجـه ظـالم بعيد عن الحـق وفي نهايته نادم.
في خضم هذه الأفكار الهدامة تبادل الأردنيون بالأمس ويتبادلون اليوم وغداً الإعجاب والإسهاب في الثناء والهناء لعبقرية فكـرية مفعمة بالحكـمة والموعظـة، فدينهم إسـلامي ونبيهم هاشمي وكتابهم دستور إلهي مرددين قوله تعالى "والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين" مؤمنين بلغة الحوار ميقنين ان الإسلام رافض للدمار وانه آمر بالأعمار والعمار، يعزز كل هذا الفكر الوسطي جهاز أمني حرفي لا هوائي، وطنـي عملي، يؤمن بأن العمل وحماية الوطـن والمواطن عبادة لا دعابة وأن الرد بالقـوة له غاياته وأسـبابه، والحوار والكلام له آدابه ومبرراته، لينتقل بنا الفكر الأردني الى عبقرية القول والفعل ليخرج الأردنيون للعالم أنموذجاً قل نظيره في عقلانيته وتبصره، تفكره وترقبه.
ان دولة تحفها المعارك والحروب من كل حـدب وصـوب، تسـتقبل أراضيها في سـنين معدودة ما إستقبلته اوروبا كاملة من لاجئين تستحق الوقوف والتفكر في سـياستها الإبداعية وحكمتها الـموضوعية ومنظومتها الأمـنية الاستباقية وشـعبها الابتكاري القوي، دولة إستطاعت ان تضع بصمتها علمياً وتكنولوجياً فأبناءها هم قادة الفكر العربي في عدد من دول الخليج العربي وفي أميركا وأوروبا، وأبناءها كخلية نحل يطيرون في كـل العالم لجمع العسـل الأردني الذي قل مثيله جـودة وحـلاوة، متقن الكمال دقيق الأبعاد و الأركان، يدرك ما حوله ويعي متى يكون على الأرض ومتى وقت الطيران.
أخيراً وليس آخراً ، العالم اليوم أحوج ما يكون الى إعادة بناء منظومته الفكرية ليخرج الصالح من الرث، الحقيقي من المزيف، الصادق من الكاذب مستأنسـاً بقوله عزوجل "ليميز الله الخبيـث من الطيب ويجعل الخبـيث بعضه على بعض فيركمه جميعـاً فيجعله في جـهنم اولئك هم الخاسـرون" ليصبح العالم أكثر جمالاً وأكثر إقناعاً لبعض شبابنا الذي إنهمك في البحث عن ضـالته في فكر واضـح قويم لينحرف به المسار تارة الى أفكار إرهابية والى أفكار ضلالية تارة أخرى، تائهاً في ما كان وما سوف يكون، واهماً في البحث عن جنات وعيون تاركاً نفسه للمعاصي والظنون، من هنا كان واجباً على منظري الفكر المعاصر وباحثي الفكر الديني أن يحققوا مفهوم الإصلاح الفكري القائم على الأدلة والبراهين وضمن فريق إعلامي متخصص لتجفيف الفكر الإرهابي والضلالي،والإنتقال بالشباب العربي الى الفكر الإسلامي الإيجابي القائم على العمل والعبادة، الرحمة والكرامة.