عبثاً نحاول اصطناع ثقافة حزبية داخل الأحزاب نفسها فكيف في الأمكنة المفتوحة وسواها، فالأحزاب التي رفعت عقيرتها غضباً وعتباً على القانون الجديد تثبت كل لحظة أنها غير مؤهلة سياسياً وشعبياً على انتحال صفة الحزب.من ليس بمقدوره تجميع 500 عضو لا يحق له التحدث باسم الرأي العام ومن كان غير مؤهل لانتاج برنامج مغاير لما هو مطروح غير مقبول منه ان يصدر بيانات وينتقد سياسات.
اضحك حد القهقهة حين أعلم عبر قصاصة ورق ان 13 حزباً اجتمعت اجتماعاً صاخباً انتقدت فيه القانون الجديد في حين ان الجيران في البناية التي ضمت الاجتماع لم يكن يعلم ساكنوها ان لينين وخيورباخ وتروتسكي وغاندي وماوتسي تونغ كانوا يجتمعون بالقرب منهم.. وعلى بعد أمتار فقط.
أي تأثير لهؤلاء الحزبيين وأية هيبة لتلك الاحزاب وكيف نجرؤ على المطالبة بالتداول السلمي للسلطة في وقت لا يعلم الجمهور من هو الحزب القادر على تجميع 50 شخصاً على رأي واحد.
في الواقع لدينا 33 أميناً عاماً في وقت لا نرى فيه أي حزب وفي الواقع لدينا 33 صندوق بريد لكننا لا نرى رسالة واحدة يحملها البريد وفي الواقع لدينا 33 يافطة وشعاراً وعنواناً لكن الهواتف كلها مفصولة جزئياً.. وللهواتف قصة تنتهي ولا تبدأ فالهاتف الحزبي المفصول جزئياً يستقبل ولا يرسل لكن احداً لا يحفظ الرقم فيظل الجرس أخرس حتى اغلاق المقر في المساء.
والأنكى ان برنامجاً تلفزيونياً لمدة ساعة متواصلة يفتح الباب لمجموعة من المتحمسين للعمل الحزبي لكي ينقضوا لغوياً على القانون الجديد وكأن ثمة من يريد الابقاء على هذا المشهد الحزبي الهزيل.
اتذكر حين قرر الليكود عقد مؤتمره الأول بعد انشقاق جزء من قادته لتاسيس حزب كاديما حضر المؤتمرات الفرعية لـالليكود ما يزيد عن 300 ألف عضو فقط ورغم ذلك لم يستطع ان يجمع عددا جيدا من الأعضاء في الكنيست.
حسناً فعلت اللجنة القانونية في مجلس النواب ان رفعت عدد المنتسبين وحسناً فعل البرلمان ان رفع العدد ايضاً وحسناً فعل الأعيان ذلك وحسناً فعلت الأحزاب ان اظهرت كم هو هزيل العمل الحزبي في الأردن و... حسبي الله ونعم الوكيل.
Samizbedi@yahoo.com