عند الكتابة عن الشهيد، يصبح الكلام يمامات.. والقوافي بعض من نشيد.. عند الكتابة عن الشهيد .. ينبت للحروف أجنحة، تصفق للفتى القادم من بعيد.. تضحك ملء الكون لقوام العسكر، تنثر فوق السطور رذاذ غيمٍ وسُكّر.. ثم تغفو من جديد.. عند الكتابة عن الشهيد، تتنفّس فواصل العبارات..بين شوق وتنهيد...عند الكتابة عن الشهيد...تسكن كل الحركات فوق تلال اللفظ وتتهيأ للصقر العنيد...
**
في عينيك حقل لوز أخضر، وبستان عشق ٍ وزعتر، في عينيك غرف فردوس ومعسكر، وفيهما إجازة الأسبوع ، جِرار الدموع ، لمّة الرفاق، ومخزن الأشواق شبابيك الدار، صناديق الأسرار، تفاصيل الرحلة ، صوت الأب ، جبين الأم، ملمس الضفيرة ، خدّ الصغيرة. وفيهما وطن وأكثر..
**
يا أيها القمر البدوي لا تقلق، نحن بألف خير..فما زالت عمّان آمنة وجميلة، واربد تمشّط أولادها وترسلهم بنفس التوقيت للمدرسة البعيدة، يا ايها القمر البدوي لا تقلق، ما زلنا نضبط منبّهات «صحوتنا»، و نأخذ على الطريق قهوتنا، ما زلنا نمارس وظائفنا ونتبادل طرائفنا، نفتح أسواقنا، ونتهادى أشواقنا، يا راشد لا تقلق ما تزال حركة السير طبيعية، والمتاجر عامرة و ما زال طلاب الجامعة لا يخافون شيئاً في الطريق الا فوات المحاضرة .. يا راشد لا تقلق... وطنك سيظل آمناً كما تحب وتعشق...
**
يا أيها القمر البدوي علّمهم...أننا «الطيبُ» إن جاورنا الطيبون، ونحن «الصعقة» إن مَسّنا الغضبُ..أخبرهم أن «السلام» نحن إن مدّوا أياديهم ... ورماد الموت إن هم اقتربوا.. علّمهم أن الوطن «شماغ بداوةٍ» فيه بياض العيش للطالبين... وفيه حمرة الدم إذا ما هم نشبوا.. يا أيها القمر البدوي علمهم ..أن الوطن «شماغ عزّ».. الشعب نسج خيوطه.. والجند فيه الحرّاس والهَدَب...
***
يا معاذ عانق راشدا... «سروة» التاريخ ما تزال صامدة...كل الأسماء في دفتر الزوار هوامش...واسم الشهيد في
سجل الكرامة يرفرف خالداً..
يا معاذ عانق راشداً..
الرأي