من الصعوبة بمكان أن نتوحد في لحظة معينة تجاه حدث كبير. الشهداء وحدهم استطاعوا أن يوحدوا الأردنيين من جميع التوجهات. دم الشهيد الزيود وحد الاردنيين في مواجهة الإرهاب المحلي ، ودم الكساسبة وحد الأردنيين في وجه الإرهاب الدولي. وكل منهما ضحى بروحه من أجل الوطن في حياته ، وخدم الوطن بالتضحية بحياته.
راشد الزيود أصابته رصاصة غادرة في مقتل فصار شهيداً ، فماذا عن الخمسة الآخرين الذين أصابهم الرصاص المجرم وكان في غير مقتل وكتبت لهم النجاة ، وماذا عن أولئك الشجعان الذين قاموا بالعملية النوعية ولم يصبهم رصاص الإرهابيين أليس كل واحد من هؤلاء مشروع شهيد كتبت له الحياة؟.
ومعاذ الكساسبة سقطت طائرته ووقع في يد العدو الإرهابي فصار شهيداً ، فماذا عن زملائه من الطيارين الآخرين الذين لم تسقط طائراتهم؟ أليس كل منهم مشروع شهيد كتبت له الحياة؟
كنا نقول أن ما يوحد الأمة العربية هو اللغة والتاريخ والجغرافيا والمصالح المشتركة، وإن هناك عوامل مشتركة اجتماعية وجغرافية تجدها في كل قطر عربي.
كل هذا صحيح ولكنه ليس كافياً لتوحيد أمة. التجربة العملية دلت على أن الشهداء هم الذين يوحدون شعوبهم. الوحدة الوطنية غالية ، ولكن مهرها غال ٍ أيضاً ، وهو الروح والدم.
ليس لدينا تجنيد إجباري ، وكل منتسبي الجيش والأمن العام والدرك والمخابرات تطوعوا لهذه الخدمة باختيارهم ، وعندما ارتدوا الزي العسكري كانوا يعرفون واجباتهم ، ويؤكدون استعدادهم للقيام بالواجب مهما غلا الثمن. كل واحد من هؤلاء مشروع شهيد ، يضع روحه في خدمة الوطن وأمنه واستقراره.
بفضل هؤلاء الأبطال ينعم الأردن بالأمن والاستقرار ، ويذهب الموظفون إلى مكاتبهم ، والعمال إلى مصانعهم ، والطلبة إلى مدارسهم. المجد لهم.
يتهم إعلاميون صهيونيون العرب بأنهم يكرهون الحياة ويصفونها بالدنيا أي السفلى، وأنهم يقدسون الموت ويحتفون به ويتلقون التهنئة ويوزعون الحلوى. فاتهم أن الموت الذي نقدسه هو موت الشهداء الذي يضحون بأرواحهم من أجل شيء أثمن منها وهو الوطن ، وأن الحياة التي نحتقرها هي حياة الخنوع والذل بدون كرامة.
نعم نحن أبناء الحياة وهم أبناء الأفاعي!
الرأي