حول المؤتمر الوطني للإعلام
عمر كلاب
14-07-2008 03:00 AM
أمس تفضل نقيب الصحفيين بالحديث عن مؤتمر وطني للاعلام ، وبأن هذا المؤتمر سيحمل في طياته عرضا للواقع الصحفي وبشكل يضع الاعلام تحت المشرحة لبيان وجهة الخلل والصواب وهذه الفكرة جاءت سابقا من قبل رئيس مجلس النواب الاردني المهندس عبد الهادي المجالي وخلال لقاء متلفز كما جاءت دعوة النقيب. وفي البداية اتفهم دعوة رئيس المجلس النيابي لهكذا مؤتمر تحت اسم وطني ، لان الرجل أزاح النار عن ثوبه باتجاه الاعلام بوصف الخطاب الملكي الاخير كان عتبا على الاعلام وحده لا غير ، لا على السادة النواب الذين خرج الحديث من أفواههم ونقله الاعلام بعد ان مارس رئيس المجلس النيابي في ذلك اللقاء العاصف سخاء كبيرا دعوة كل وسائل الاعلام الى حضور اللقاء اياه الذي نجم عنه ما نجم.
وعليه فان المجالي اخرج النواب من دائرة العتب وابقى الصحافة وحدها داخل الدائرة ، وفي المسلك السياسي هذه مهارة من المجالي فلا احد للان طلب من السادة النواب اعادة قراءة مواقفهم او الاعتذار عنها او حتى وقف الهدر والهذر ، على عكس الصحافة التي استل ابناؤها سيوفهم تارة لضرب بعضهم وتارة لضرب انفسهم في مشهد كربلائي بامتياز وكأن الصحافة هي الازمة كلها وان الدنيا قمر وربيع لولا تلك المقالات والاخبار ، وهذه الاجواء الداخلية في شارع الصحافة هي التي جرأت بعض اعداء الصحافة على التطرف في ارائهم حيال دورها وسقفها لولا فطنة الملك وتدخله بالتعليق عبر موقع الدستورتارة وباستقبال نقيب الصحفيين تارة اخرى.
واظن - لست اثما - ان الدعوة الى المؤتمر الوطني للاعلام في هذا الوقت تصب في سياق اجزم ان النقابة والنقيب لا يقصدونها ولكنها غضبة مضرية كما يقولون بحاجة الى مراجعة واستمهال ابعد من شهر اب الموعد المقترح للمؤتمر المنوي عقده ولا اريد ان اتطرف واطالب بالغائه.
اعتقد ان خصوم الصحافة قد نجحوا في اقناع الجسم الصحفي بان الخلل لديهم وان رداء الصحافة ليس نقيا وهذا تسطيح للمسألة برمتها رغم وجود بعض الهنات في الواقع الصحفي وهنا يجب التركيز على السبب في ذلك وهو ان انحسار المعلومة كما المطر في السماء الحكومي سبب وكذلك استنكاف النقابة عن القيام بواجبها التدريبي والتواصلي مع الجسم الصحفي.
الان تفكر النقابة والجسم الصحفي بعقل خصمها وبالتالي اجترحت حلولا مطابقة لما اجترحه خصوم الصحافة واقصد المؤتمر الوطني ، ولكن هناك اسئلة يجب الاجابة عليها وبعضها التفت اليه النقيب ، هل بنت الصحافة اخبارها على فضاء خال ام على تصريحات نيابية واضحة المعالم والتفاصيل ؟ ، وهل الازمة كانت من المقالات والتحليلات ام من الاخبار ؟ ، وهل الازمة برمتها خلقتها الصحافة ام نشرتها ونشرت اراء حولها ؟
اجابات الاسئلة هي محور الحل ، فالزملاء بنوا تحليلاتهم على ما يقوله السياسيون والنواب ولم يختلقوا سواء الذي ايد او الذي عارض .
خطاب الملك واضح وليس بحاجة الى توضيح او مؤتمر وطني و هو بحاجة الى التزام بمضمونه ، ارتقاء في الخطاب النقدي خاصة اذا تعلق الامر بالشفافية ، وعدم اغتيال الشخصية ، والانصياع تحت مظلة الدستور ، وهذا لا يحتاج الى مؤتمر .
الدستور