وفاة الزعيم السوداني المعارض "حسن الترابي"
05-03-2016 08:01 PM
عمون - توفي السبت زعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض في السودان الدكتور حسن الترابي، عن عمر ناهز 84 عاما.
وكانت مصادر بحزب المؤتمر الشعبي في السودان، أعلنت صباح اليوم، عن نقل الترابي، إلى غرفة العناية المركزة في إحدى مستشفيات الخرطوم، إثر تعرضه لوعكة صحية طارئة، استدعت إدخاله غرفة العناية المركزة، في وقت تجمع فيه حشد من أنصاره في المستشفى.
وأسس الترابي حزب المؤتمر الشعبي المعارض، ويعتبر المؤسس الفعلي للحركة الإسلامية بالسودان، ومهندس الانقلاب العسكري، الذي أوصل الرئيس عمر البشير إلى السلطة عام 1989، قبل أن يختلف الرجلان عام 1999.
الترابي :
الزعيم الاسلامي السوداني حسن الترابي الذي توفي السبت عن 84 عاما اثر اصابته بذبحة قلبية في الخرطوم، كان سياسيا مخضرما دخل السجن مرات عدة خلال مسيرته التي تواصلت على مدى اربعة عقود.
وبعدما كان من ابرز شخصيات نظام الرئيس السوداني عمر البشير على مدى عقد بعد انقلاب عام 1989، اصبح الترابي لاحقا من اشد معارضي الرئيس السوداني، وقاد معارضة تدعو الى "ثورة" في البلاد.
ولطالما اتهمته السلطات بتقديم الدعم لحركة العدل والمساواة المتمردة في اقليم دارفور غرب البلاد.
وفي ايار/مايو 2010 اعتقل الترابي بعد تنديده بانتخابات جرت معتبرا انها "مزورة".
والترابي كان السياسي السوداني الوحيد الذي ايد مذكرة التوقيف الصادرة بحق الرئيس السوداني من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وابادة خلال النزاع في دارفور.
واعتقل الترابي ايضا في كانون الثاني/يناير 2009 بعد يومين على مطالبته البشير بتسليم نفسه للمحكمة الدولية.
والمعروف عن الترابي انه فقيه عمل على بناء دولة الاسلام السياسي، بعد ان اصبح العقل المدبر ل"مجلس ثورة الانقاذ" الذي نفذ انقلاب العام 1989 واوصل البشير الى السلطة.
وافترق الترابي والبشير عام 1999 ليتحولا الى خصمين لدودين.
وعقب الخلاف بينهما اسس الترابي حزب المؤتمر الشعبي المعارض وصار اكثر المعارضين السودانيين شراسة في مواجهة حكومة البشير.
ولد الترابي في كسلا (شمال شرق) من عائلة دينية من الطبقة المتوسطة، وتتلمذ على يد والده، الذي كان شيخ طريقة صوفية.
حصل على اجازة الحقوق من جامعة الخرطوم، ثم على الماجستير من جامعة بريطانية في 1957، ودكتوراه من السوربون الباريسية في 1964.
والى الفرنسية والانكليزية، يتحدث الترابي الالمانية بطلاقة مما كان يسهل عليه الاتصال بوسائل الاعلام الاجنبية التي كانت تتلقف تصريحاته بشأن الثورة الاسلامية العالمية.
- مسيرته السياسية-
بعد عودته من المهجر، اصبح الترابي الامين العام لجبهة الميثاق الاسلامية لدى تشكيلها. وعن هذه الجبهة انبثقت جماعة الاخوان المسلمين في السودان.
اعتقل ثلاث مرات خلال السبعينات في ظل نظام الرئيس الاسبق جعفر النميري ومع ذلك شغل في 1979 منصب النائب العام. ايد الترابي قرار النميري اقرار الشريعة الاسلامية في 1983 ليكون الشرارة التي اطلقت الحرب الاهلية في الجنوب الذي يدين سكانه بالمسيحية او يمارسون طقوسا تقليدية.
وبعد سقوط نظام النميري في 1986، شكل الجبهة القومية الاسلامية وترشح الى الانتخابات، لكنه فشل. وفي حزيران/يونيو 1989، تحالف مع ضابط رقي للتو الى رتبة فريق، هو عمر البشير، لقلب الحكومة المنبثقة عن انتخابات ديموقراطية برئاسة صهره زعيم حزب الامة الصادق المهدي.
ولكونه العقل المدبر لنظام الخرطوم، فرض الترابي قوانين صارمة مستمدة من الشريعة الاسلامية، اضرت خصوصا بحقوق النساء، ما ادى الى عزل السودان عن الاسرة الدولية.
وطبع اتجاه الترابي السياسة الخارجية للسودان على خلفية "دعم المد الاسلامي بهدف التحرر من الهيمنة الاميركية والصهيونية".
وفي نيسان/ابريل 1991، اسس المؤتمر الشعبي الاسلامي التوجه الذي نصب امينا عاما له، ليشكل منبرا للترويج لايديولوجيته.
وفي شباط/فبراير 2000، اغلقت السلطات مقر المؤتمر.
انتخب الترابي رئيسا للمجلس الوطني (برلمان) في 1996 و1998، وبدأ بتشديد قبضته على السلطة لكن علاقاته توترت مع البشير الذي عارض هيمنته على المؤتمر الوطني، الذي حل محل الجبهة القومية الاسلامية التي تم حلها في 1989 وتحول في ما بعد الى حزب سياسي بموجب قانون التوالي السياسي، الذي اتاح تشكيل احزاب سياسية وبدأ العمل به مطلع 1999.
وقام البشير باقصاء الترابي عن رئاسة المجلس الوطني وحله في 12 كانون الاول/ديسمبر واعلن حال الطوارىء وعلق بعض مواد الدستور.
وجاء القرار بعد 48 ساعة من تصويت النواب على تعديلات هدفها الحد من صلاحيات رئيس الدولة. وفجر القرار الصراع على السلطة بين الرجلين وداخل المؤتمر الوطني.(ا ف ب)