في كل صباح يطل علينا الإعلامي النبيل محمد الوكيل بضحكته التي تحمل في سلمها الموسيقي رسالة مفادها أن الدنيا لا تزال بخير وأن الأردن أكبر بكثير من تقصير مسؤول هنا وغفوة مسؤول هناك ، مثلما تحمل في طياتها أيضا إنقلابا على الصورة القاتمة للأردني المتهم دائما بإحتراف العبوس والنكد وبأنه لا يلد ضحكته الا بعملية قيصرية. كل هذا جميل بل أكثر من جميل فالعائلة الأردنية أول عائلة عالمية تبث دفء علاقاتها على الهواء مباشرة والأجمل من هذا كله أنها تبث الدفء كما هو دون الإستعانة بمستحضرات التجميل أو أدوات الرقيب البالية.
محمد الوكيل وفريقه صادقون، طيبون، أردنيون حتى العظم ،وجميلون جمال البتراء، والصباح الأردني الذي لا يبتدأ بهذه الكوكبة صباح مشوش و حزين.
أما ما ليس جميلا فما يحمله البرنامج من دلالات بعينها، لنتخيل معا أن كل مسؤول صغر أو كبر يقوم بواجبه كما يجب ، ولنتخيل معا أن اصحاب السعادة والعطوفة والمعالي والدولة يعملون على طريقة الوكيل ، فهل نكون عندها بحاجة الى مثل هذا البرنامج والى تعرية تقصيرنا وتقديم هذا الطبق الصباحي كوجبة يوميه للمواطن المغلوب على أمره.
حين يتدخل جلالة الملك بمكارمه التي لا تعد و لا تحصى وينتصر لإمرأة بتراوية أنهكتها رحلة العلاج بين معان وعمان فإن جلالته يرسل بذلك رسالة الى المركزيين الذين نسيوا أن الأردن ليس عمان فقط وأن مشفى البشير الذي زاره جلالته متخفيا صار مشفى يصدر المرض بدلا من علاجه إذ يدخله المرء بمرض عضوي فيدخل في دوامة الروتينيات والإنتظار غير المجدي فيخرج بحالة نفسية بائسة تصبح هي الأخرى بحاجة الى علاج.
جلالة الملك الذي يفيق مع الأردنيين ويحتسي معهم قهوة الصباح ثم يشاركهم الجلوس أمام المذياع للآستماع الى عثرات اليوم الجديد ثم يغضب لما وصلت اليه حال عائلة أردنية نهشها الفقر وتقاذفتها الأمواج في بحر من المسؤولين ويتدخل جراحيا لنصرة من لا نصير له الا جلالته بعد الله.
جلالة الملك الذي استبدل منبهه الشخصي بصوت محمد الوكيل أي صوت الأردنيين ليقف عن كثب على ما يعترض ابناء عائلته من عقبات إنما يقول لمن حوله : أريد صباحا أردنيا أجمل.
إذا أردنا أن نكون موضوعيين ، الا يحق لنا أن نسأل عن ماهية القوة القانونية لبرنامج الوكيل بوجود المؤسسات الرقابية الأخرى كديوان الرقابة والتفتيش وديوان المحاسبة ومشروع ديوان المظالم الذي نصبو الى أن يبصر النور؟
هل يملك برنامج الوكيل الحد الدنى من الصلاحيات لمحاسبة من قصروا و أو أهملوا ؟؟؟
أنا شخصيا أتمنى أن يتحول البرنامج إن كان لابد من إستمراره الى ديوان مظالم حقيقي لا يكتفي بإكتشاف التقصير بل الى محاسبة صناعه.
محمد الوكيل أنت رائع و فريقك أروع
أتمنى أن أسمع ضحتك وصوتك يوميا ولكن ليس في هذا البرنامج الذي إن دل إستمراره على شيء فإنما يدل على أنك عبثا تحاول ، فما أن تعالج عثرة حتى تعترض ضحكتك الطيبة عثرات.
mowten_mowaten@yahoo.com