نحتاج في بلدنا الى صفحة جديدة تقرأ الممحي والمكتوب من كلام الناس، نحتاج الى مقاربة جديدة ،تقوم على اطلاق التغيير في الحياة العامة بمنهجية تستمد الرضا الشعبي الحقيقي وتبني عليه ، نحتاج الى استثمار الحالة الشعبية التي تشكلت مع إرتقاء الشهيد راشد الزيود في خلق مناخات مريحة وقادرة على التفاعل البناء.

نحتاج الى روحية جديدة تلمس قدرة الناس على التحمل، وتشركهم في صناعة القرار عبر معادلات تقوم على فهم الناس لما يجري وفق سيناريوهات المكاشفة والمصارحة، نحتاج الى تعظيم الصورة وتكبيرها وفق اليات مناسبة وقياسات صحيحة لا وفق برامج صوتية لا تحمل الصدى الحقيقي ولا تحمل سوى الوان المكياج وبروفات برامج الكمبيوتر وتداخلاتها الهامشية.

نحتاج الى ذهنية تلتقط صورة الملك وهو يهيل التراب على جثمان الشهيد راشد وتفهم مدلولاتها ومعانيها وتبني عليها ، فهي صورة ستظل حاضرة في أذهان العالم أجمع سنوات وسنوات .

نحتاج الى أجراس جديدة تقرع في الصباحات الممطرة وفي طلعات الشمس واشراقاتها بلا رتوش، نحتاج الى لغة جديدة وخطاب جديد ومشاركة وتعظيم الانجاز والبناء عليه والابتعاد عن ذهنية التغييب والاقصاء.

نحتاج الى ذهنيات فاعلة ومتفاعلة ، نحتاج الى سطور مقروءة وكلمات مسموعة وهمس يصل ويفهم على حقيقته، نحتاج الى أشياء كثيرة لا يمكن البوح بها حتى لا تقرأ بصورة مغايرة عند الضرورة ويتم تحميلها اكثر مما تحتمل.

نحتاج الى ذهنية التحليل لا الى ذهنية الابراج والبصارة والحروف والاسماء والكلمات المتقاطعة، نحتاج الى مطر وغيث حقيقي يروي العطاش في صيف متقد على الابواب.

نحتاج الى مناخات رافعة تحمل الناس الى فضاءات جديدة قادرة على العطاء وتصنع الامل ،وتكتب سطورا جديدة مسكونة بالتاريخ والجغرافيا ،سطورا ممتدة من الكرامة والعزة والاباء.

الدستور