كما الشهداء أكرم منا جميعا , فإن الملك القائد الاعلى للجيش , وسائرمنتسبيه " قوات مسلحة ومخابرات ودرك وأمن عام ودفاع مدني " هم وبلا أدنى شك , ورغم أنف كل ناكر كذاب , أنبل وأكرم منا جميعا كذلك , فمن يتعب كي نرتاح , ومن يسهر ويتحمل العناء كي ننام هانئين , ومن يأخذ على كاهله واجب الدفاع عنا وعن أمننا وكرامتنا وبلا منة او إنتظار ولو شكر من احد , هو الأكرم والأنبل والأصدق , وبلا منازع أيا كان دوره .
مشهد جلالة الملك يواري بيديه الضابط الشهيد " راشد الزيود " ثرى الاردن الغالي , وحوله جنود بواسل وأردنيون بواسل من كل الوطن تحوطهم قلوب من غاب قبل من حضر , يجب أن لا يمر هكذا دونما تبجيل إعلامي مثمر ليس بين أوساطنا وحسب , وإنما في كل أرجاء الدنيا , وتلك مهمة الإعلام الوطني كله , وبالذات إعلام الديوان الملكي الاذي يفترض أن يمارس الإبداع في التعامل مع هكذا مشهد معبر ومؤثر ومبدع .
نعم , الملك والعسكر أنبل وأكرم منا جميعا , فإذا ما كنا نملك ترف التنظير والتحليل وألإلقاء بالملامة والمسؤولية يمينا وشمالا ولا يرف لنا جفن ما دمنا متحللين من تبعات المسؤوليه , فإن هؤلاء الكرام " الملك وجند الوطن " , يخلو قاموسهم تماما من كل تنظير أو إدعاء , فهم داخل الحلبة لا خارجها أو عند حوافها , وعليهم وحدهم دون سواهم , عبء صون أمن الوطن وحدوده ومنجزاته وإنسانه , مع ما يترتب على ذلك الجهد الشريف المشرف من تعب وسهر وعناء وإعداد وإستعداد لمواجهة الشر في كل وأية لحظه .
ما جرى في رحاب شمالنا الغالي , يحمل من العبر والدروس والدلالات الكثير الكثير , ومؤكد أن في طليعة ذلك كله , حقيقة أن قائد الوطن ورجاله من جند جيشنا العربي بكل تفاصيله , هم درة الاردن التي وجب أن ننحني لها إحتراما وتقديرا وإعجابا , وأن نعاهد الله جل في علاه , صدقا لا نفاقا أو رياء , على أن نكون لهم عونا وسندا في كل زمان ومكان , وعلى كل متقاعس مريض أن يتصور للحظة لو ان الأشرار نجحوا في تنفيذ مخططهم لا قدر الله !
نسأله تعالى ان يهدينا جميعا سواء السبيل و أن يعيد كل ضال منا إلى رشده وصوابه , وان يجنب بلدنا العزيز الملاذ لكل الغلابى كل مكروه , وان يجزي الملك وجنود الوطن الابطال عنا كل خير , إنه سميع قريب مجيب الدعاء , وهو سبحانه من وراء القصد .