لماذا نجح اﻷردن في التعامل مع اﻷزمة ؟
سامي المعايطة
03-03-2016 10:30 PM
في الإجابة على تساؤلات الباحث الفرنسي "اوليفيه روا" عن سر نجاح الاردن في احباط مخططات ارهابية بالمقارنة مع دول كثيرة وكبيرة واجهت نفس الازمة وربما أقل نجد إجابة وحيدة؛ أنها تعاملت بعقلية المؤسسات والعمل الحقيقي لا الاستعراضي وتعاملت المؤسسات بنظرية (أعطي الخبز لخبازه) وتفاعلت المؤسسات اﻷمنية والعسكرية بتناغم واضح وانسجام منقطع النظير.
وأخذت المؤسسة العقل صاحبة المعلومة واﻹمكانيات بحرفية ومهنية أمنية عالية وهي دائرة المخابرات العامة صاحبة المعلومة المهنية والاختراقات الذكية للتنظيمات المتطرفة وإعطاء أمن وإستقرار الدولة اﻷولوية على الحسابات الداخلية والصراعات المصلحية الضيقة وترفعت عن الدخول بمهاترات بعض المؤسسات الاستعراضية والمناكفات لصالح اﻷمن القومي ومصالح الدولة العليا في ظرف إقليمي وزماني وجغرافي حتم عليها أن تبذل قصارى جهدها في صلب مهمتها وهي المحافظة على الامن القومي .
فواصلت الليل بالنهار وركزت مهامها في الوصول الى عمق الخطر ومكامن العدو في بيته ولم تنتظر وصولها لنا ومارست الفعل وليس رد الفعل وعمل جنودها بقدارات عشرات الجنود وخاطرت بحياة جنودها في عقر دار الخطر ومكامن الخطورة ومارست اﻷمن بإحتراف فاق مؤسسات أمنية عالمية من حيث قاعدة المعلومات وتوجيه الاخطار واﻹستهداف بعيدا عن هذا الوطن اﻷمن فكانت خير عون للمؤسسة العسكرية والتي عملت بحرفية الجيوش فجاء التناغم الذي فاجأ العالم في المحافظة على البيئة اﻷمنة واﻹستفرار الداخلي وترفعت عن اﻹتهامات الدخانية ﻷصحاب اﻷجندات الخارجية التي سعت الى جرفها الى معارك جانبية وحافظت على عقيدتها الامنية بأمن اﻷردن أولا وحققت ما فاجأ الجميع ولم يفاجئ من يعلم حجم العبء الذي يقوم على عاتقهم وعاتق أفرادها وهي عقيدة عسكرية محترفة كادت أن تنقرض لدى كثير من المؤسسات.
وكل ذلك بصمت الجمال وصبرها ورؤية الهدهد الذكي وقيادة فهمت رؤية قائدها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه وستبقى هي الرديف للمؤسسة العسكرية والحامي لدولة المؤسسات والدستور والقانون ،لا بل أصبحت مرجعا للمؤسسات اﻷمنية الدولية ولعل التوافق الروسي والامريكي على إعتماد التصنيف اﻷمني اﻷردني في تقييم التنظيمات المسلحة في سوريا شهادة اعتزاز لكل أردني وللدولة اﻷردنية في قوة مؤسساتها على الرغم من التقصير الواضح للمؤسسات الحكومية في تقديم الدعم لها واﻹعتماد عليها وممارسة السلبية أحيانا معها لم يجعلها تنحرف عن هدفها الأساسي ودورها العقائدي في صون أمن الدولة ومصالحها العليا ونسأل الله أن يحفظها ويحميها لتبقى حصنا منيعا بالشراكة مع المؤسسة العسكرية والأمنية في حماية أردننا الغالي بقيادة جلالة الملك المعظم وولي عهده الميمون وشعب الاردن الواعي والمؤمن بدولته وقيادته بشجاعة وإخلاص