نود ان نتقدم بخالص الاحترام والتقدير لكافة مرتبات اجهزتنا الامنية وصنوفها على هذا الاداء القني المهني المتميز وعلى هذا الانجاز العظيم الذي يدل على الحرفية العالية في المراقبة والمتابعة والقرار الصائب في التعامل مع اي خروج على القانون , و تثبيط اي محاولة للمساس بامن الوطن والمواطن , فكل الشكر والعرفان ومن كل مواطن اردني لكل البواسل والشجعان وجزاهم الله عنا كل خير كما نتقدم كاردنيين من شهيد الواجب البطل الزيود باسمى باقات الخلود واعظم دعاء الضراعة معزين انفسنا قبل ان نعزي والديه واخوته وعائلته داعين المولى في علاه ان يكلأه برحمته ويقره مع الانباء والصديقين كما وعد انه لا يخلف الميعاد .
لم يكن دم الشهيد النقيب وعدد من زملائه الجرحى ليذهب دون ان تقطع ايادي الذين تجرأوا على المساس بامن الوطن , لم تكن انفاس الشهيد الزيود لتنفث قبل ان يدرك بانه شل اؤلئك الذين خططوا للعبث بارواحنا وامننا وممتلكاتنا , وتآمروا على امننا , لم يقحم الشهيد نفسه في اتون الموت الا لانه يدرك بان اصحاب الفكر الضلالي والعقول المتحجرة وعاشقي سفك الدماء والخراب والهلاك يخططون ويتوعدون في ظلمات الليل كالخفافيش, فلا منطق لهم ولادين ولا قيم فيهم ولا معايير , اللهم القتل والدمار وبعقول مغسولة وادمغة مهجورة مخالفة لشرع الله , لا ملة لهم ولا عائله تردعم ولا رحمة فيهم ولا ذمة , مأواهم جهنم وبئس المصير فقد ارهبوا الناس وتعدوا حرمة الله وقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق , وكفروا الناس فارتدوا , وولوا انفسهم اوصياء على دين الله وقرأنه ومعاذ الله ان يكونوا واحتكروا الحق في الحكم والتصرف وشرعوا لانفسهم حق النيابة العامة عن مسلمي الكرة الارضية وهم منهم براء , فاباحوا ما حرم الله وحرموا ما امر به الله .
ان الدوله بنظامها العام هي التي تمتلك الشرعية بتوكيل شعبي عام اوجب فيه الاسلام طاعة ولي الامر والاحتكام للقانون , الذي صيغ بجهود مشتركة للسلطات التشريعية والتنفيذية وفق حوار شامل اكسبه صفته الشرعيه , وان الخروج عليه يعني الخروج عن الشرعية وتحد سافر لارادة ابناء الوطن , ومن اعتقد انه يملك قانونه الخاص او ان مجرد عدم موافقته على القانون يملك الحق والشرعية في السخط والعبث والنثور , فهذا ضرب من الغباء وعدم القدرة على التحكم بالذات , وان محاولات البعض العودة بنا الى عصور ما قبل الاسلام او ادخالنا في متاهات الظلم وسفك الدماء والدمار الشامل انما سيجدون ما لا يتوقعون , وما لم يحسبوه او جربوه من قبل , فالفكر الخاطيء يجر صاحبه للتهلكة كونه يغلق بصره وبصيرته عن الواقع و الحقيقة.
فالحقيقة تقول ان توظيف عقول الشباب واستغلال ظروفهم , وتسميم افكارهم بالجنة الموعودة والحور العين اضافة الى اطماع دنيويه بهدف مصالح سياسية خبيثة انما سيجدون عذاب جهنم لسوء ما عملوا وخالفوا شرع الله قتلا وتشريدا وتدميرا وعبثا بافكار الخلق واستغلال ظروفهم , ولم يفتحوا عقولهم بل اغلقوها وصموا آذانهم عن هذه الحقيقة واكتفوا بما تم تلقينهم , وهذا هو الغباء بعينه , لان الله خلق العقل لتفكر فيه لا ان تعطله وتطوعه كآداة بيد الاخرين للاساءة.
اما الواقع الذي جهلوه هؤلاء , فهي الاكذوبة التي لبسوها من اسيادهم هؤلاء الاسياد الذين غرروا بهم وفرشوا لهم الارض حريرا غير متوقعين ان يجدوا جيشا واجهزة وشعب لا تفرق بينها فالكل مشروع شهيد فيها الجميع حراس امن وروادف لا تقبل ان يساء لها او لثرى وطنها والشواهد كثيرة وعديده , وان اسقاط اوضاع جيراننا على هذا الوطن ضرب من الانتحار لان لحم الاردني قاس وعصي على انياب وحوش الغابه فالاردنيين بمثابة رجل واحد وجسد واحد اذا اشتكى منه عضو تداعت له باقي الاعضاء بالسهر والحمى . خاصة .
ان وعي وثقافة وتجارب الاردنيين فتحت لهم الشاشة فشاهدوا الواقع والمؤامره , وعرفوا المطامع والغايه واقتنعوا اننا لا نقبل ان نكون وقودا لنيران غيرنا او وسيلة بايادي تحالف او تجمع او دول اعتادت ان تشتري ارواح ابناء الشعوب بالمال والاطماع الدنيوية , ..نعم نحن الاردنيون مفاصل وتفاصيل المؤامرة الدولية ولعبة لامم , ولن نقبل ان نكون عنوانا من عناوين المرحلة القادمة , ولو كلفنا ذلك جوعنا وعطشنا , فلطالما تحمل رسولنا العزيز في المقاطعة ما لا طاقة لبشر فيه . ولن نلطخ آيادينا بدماء اهلنا واشقائنا مهما بلغت المغريات واالوعود والتهديدات , ولن تأكل نساءنا باثدائها , ولن نقبل ان يلعننا التاريخ كما لعن الكثير , بل سنبقى كما بقية الهاشميون دعاة اصلاح وخير ورسل سلام وهدايه ومنبع الامن والامان , اراد من اراد ورفض من رفض .