عبر تاريخ الدول ومنها الاْردن تقف الدولة على حدود الفوضى والقلق والتفكيك عندما ينجح أي طرف مهما كان صغيراً بحمل السلاح واقتطاع جزء من جغرافيا الدولة حتى لو كانت بناية سكنية او شارع لتخرج هذه الجغرافيا من تحت سيطرة الدولة الى سيطرة من يحملون السلاح ويرفعون أعلامهم.
وعندها يبدأ التقسيم للناس والجغرافيا والسياسة، وهذا ما نشاهده اليوم حولنا في سوريا حيث ترفع عشرات التنظيمات السلاح ويحتل كل منها بعضا من الارض السورية، فلم تعد الدولة دولة، وربما تنقسم العشيرة تحت حكم أكثر من طرف وتنظيم وبندقية.
في بلادنا تجارب كانت صعبة في مواجهة حملة السلاح وتجار الفوضى، وبغض النظر عن الشعار المرفوع فإن المحصلة أن الدولة تفقد أمنها ووحدتها، لكن اللغة التي لا يجوز أن تغيب في مواجهة حملة السلاح حتى لو كانوا افراداً هي الحزم.
فالبندقية ليست سلاحاً للقتل فقط بل هي أداة التقسيم وازالة سلطة القانون، وأي دولة تتهاون أو تتعامل بكسل مع حملة السلاح فإنها تفتح أبواب جهنم على مواطنيها وشعبها، فالدم يسيل لكن دم الدولة أيضاً يسيل وينسكب على الارض ومعه يفقد المواطن قناعته أنه ابن الدوله التي تضمن له الحمايه، ويبحث عن أي وسيله لحفظ ماله وعرضه.
دم الدولة هو آخر خطوط الدفاع عن وحدتها، وعندما تسمح أي دولة بدمها أن يسيل فإنها تفتح باب التقسيم والانهيار، أما الدولة التي تتقن استخدام لغة الحزم في وجه حملة لواء الموت فإنها تتقن حفظ دمها، ومن أجل حفظ دم الدولة يكون دماء الشهداء والجرحى من الصادقين الذين يضحون بدمهم وأرواحهم حتى يبقى دم الدولة يجري في عروقها ويحمل لها الأمن والحياة الطبيعية وابتسامة الأطفال وضجيج الشوارع والفرح.