السكوت ليس من ذهب ولا الكلام من فضة. الحياد في مسألة لا تقبل الحياد ضعف ومن القوة ان تعترف بضعفك لتقاومه لا ان تستسلم له. الحياة يوم لك ويوم عليك ، وبحسبة بسيطة يتضح لك انك محايدا لا لون لك ولا طعم ولا موقف .لكنك قد تكون مجبرا على الصمت لانك لو تكلمت لن يُسمع صوتك وسط هذا الضجيج الصادر عن الطبل العربي الاجوف.
لذلك خير لك ان تتثاءب وتنام فربما تحلم بما هو اجمل من هذا الواقع العربي القبيح . ربما تحلم بأن فلسطين عادت الى اهلها او هم عادوا اليها وان اليهود عادوا الى بلادهم بعد ان تأكدوا انهم «عابرون في كلام عابر». وان اليمن السعيد، موطن العرب الاصلي، عاد سعيدا. وان الخليفة العباسي هارون الرشيد يجلس الآن في بغداد بانتظار رسله الى شارلمان «ملك الفرنجة»العظيم الذين حملوا له هدية وكانت ضخمة بارتفاع 4 أمتار، تتحرك بواسطة قوة مائية، وعند تمام كل ساعة يتساقط منها عدد معين من الكرات المعدنية، بعضها وراء بعض بعدد الساعات فوق قاعدة ضخمة من النحاس، فيصدر عنها رنين يسمعه من في أنحاء القصر الكبير ويعرفون كم هي الساعة. وكان فيها 12 بابا تؤدي إلى داخلها، ومن كل باب يخرج فارس يشير إلى أن الساعة هي الواحدة، أو اثنان يشيران بأنها الثانية، وإذا خرج 5 مثلا فهي الساعة الخامسة. أما عند الساعة 12 ظهرا أو ليلا، فيخرج 12 فارسا مرة واحدة ويدورون دورة كاملة ثم يدخلون من الأبواب فتغلق خلفهم. ثم ذكروا مما تلخصه «العربية.نت» بأنها أثارت دهشة الملك وحاشيته، لكن رهبان القصر ظنوا بأن شيطانا يحركها، فتكاتفوا وحملوا فؤوسا ومضوا إليها وأمعنوا فيها تحطيما «ليخرج ويقتلوه» فأصبحت كأنها لم تكن.
تحلم ان الخليفة الاموي العادل عمر بن عبد العزيزيتجول الآن في احياء دمشق يسأل الناس من منهم في حاجة لشيء حتى اذا اطمأن على الرعية وزاد الخير عن حاجتهم قال لحاشيته: أنثروا القمح على رؤوس الجبال لكي لا يقال جــاع طيــر في بلاد المسلميــن.
تحلم انك في المسجد الاموي بدمشق في ذاك اليوم التاريخي وترى فارس الخوري رئيس وزراء سوريا المسيحي البروتستني حين أبلغه الجنرال الفرنسي غورو أن فرنسا جاءت إلى سورية لحماية مسيحيي الشرق، فما كان من فارس الخوري إلا أن قصد الجامع الأموي في يوم جمعة وصعد إلى منبره وقال: إذا كانت فرنسا تدّعي أنها احتلت سورية لحمايتنا نحن المسيحيين من المسلمين، فأنا كمسيحي من هذا المنبر أشهد أن لا إله إلا الله فأقبل عليه مصلو الجامع الأموي وحملوه على الأكتاف وخرجوا به إلى أحياء دمشق القديمة في مشهد وطني وخرج أهالي دمشق المسيحيون يومها في مظاهرات حاشدة ملأت دمشق وهم يهتفون لا إله إلا الله .
احلم احلم لا تفتح عينيك واذنيك. انهم يتقاسمون الشام فرنسيين وروسا واتراكا ، منهم من يريد سوريا دولا ومنهم من هو اقل قبحا يريدها دولة اتحادية .يمزقون العراق ويمهدون لتدمير سد الموصل ليغرقوا العراق بالماء بعدما اغرقوه بالدماء.
احلم ايها العربي انك لست انت ..ولا الزمان زمانك. .نم ان استطعت خمسين عاما، مائة عام.. ستنهض يوماً، فهذه الارض مرّ بها محتلون وغزاة وما بقي احد منهم ، كلهم رحلوا ومعهم الخونة و العملاء!
الدستور