عندما نقف عاجزين مكبلي الايدي امام اسباب الموت من حوادث سير او حرائق او مرض قد يمس اقرب الناس الى قلوبنا، يهرع نشامى ونشميات الدفاع المدني من دون تفكير او تردد الى قلب الموت منتشلين منه الحياة قدر استطاعتهم، واحيانا فوق طاقاتهم وكأنهم ولدوا للعطاء، هباتهم تبدأ بالكلمة وتُختم بالروح والجسد معا.
تعلمنا على مر الزمن ان الوقاية خير من قنطار علاج، وهم من هنا بدأوا يحملون في جعبتهم الكثير من الوعي أملين ان يدخل هذا الوعي كل بيت وان يصل مسمع كل من يقطن فوق ثرى الاردن الغالي مواطنين وضيوف، كبارا وصغارا، ووصلت مرحلة عطائهم ان يقضوا شهداء للواجب، وفقد جهاز الدفاع المدني عددا من ابنائه فداء للوطن وذاك القسم الذي حملوه في قلوبهم قبل ان يوضع رتبة عسكرية تزين اكتافهم، بأن يكونوا مخلصين لهذا الوطن وأهله وكل مافيه من هواء وماء وتراب ومخلوقات وممتلكات.

الحوادث التي يكون نشامى ونشميات الدفاع المدني اول الواصلين اليها ليست عادية، فوصولهم قد يكون الخط الفاصل بين الحياة والموت، فكم غالٍ لولا تواجد افراد وضباط الدفاع المدني كان قد فارق اهله وعائلته ومحبيه، مع مطلق الايمان بان الحياة قضاء وقدر.

حملوا على عاتقهم هم الانسان في كافة اماكن وجوده مع حرصهم ايضا على حماية مقدرات وممتلكات هذا الوطن الغالي، الا ان حياة الانسان تتفوق فهي في اعينهم لا تقدر بثمن، ولن تكون الا الاغلى كما اورثنا اياهها الاب الباني جلالة الملك الحسين بن طلال حين قال الانسان اغلى ما نملك.

في كافة الاجهزة الامنية والعسكرية يكون العطاء المكلل بحب الوطن هو اولى الاولويات، الا ان عطاء نشامى ونشميات الدفاع المدني يختلف من حيث الرؤية والانجاز، ومتحد مع كافة الاجهزة الامنية والعسكرية من حيث الاهداف، فعطائهم اشبه بعطاء ملائكة الرحمة، غايتهم الاولى الانقاذ بسواعد نقية نشمية وقوية، فعطائهم ملائكي برتبة عسكرية.

وفي اللوحة الفريدة التي يرسمها كوادر الدفاع المدني بمهجهم لن تكتمل الا ان قدم المواطنون ايضا يد العون واول يد يقدمونها هي التمسك برسائل التوعية التي تبثها فرق الدفاع المدني على مدار العام والعمل بها، قبل ان تمتد سواعدهم لتساعد في اسعاف مصاب او اخماد حريق.

ها نحن نحتفل في الأول من آذار بيوم الدفاع المدني العالمي، ونقف هذا العام على عتبات ستين عاما من تأسيس جهاز الدفاع المدني الاردني، لهم منا نشامى ونشميات كل الدعاء والتقدير وفائق الاحترام، دمتم بخير ابطالا نفتخر بكم.