اعترف انني لا اعرفه اصلا، ولكنني أبحث عنه، وانشد اخباره المتناثرة في الهواء والماء والتراب، ولم اجده، ووددت فقد سؤالك علني اسمع عنه شيئا، وما اريد سوى الاصلاح.. قالوا لي : انه لم يعد كما كان، وان لصوصا اختطفوه، ويريدون فدية، وهددوا انهم سيشربون من دمه ودم كل من يطالب بدمه.
وقالوا ايضا: ان اشلاء منه سقطت تحت حوافر خيولهم التي تشارك في السباقات دائما وتفوز، وقسم آخر سقط تحت عجلات سياراتهم الفارهة، وقيل: انه خلف اسوار مزارعهم العالية المسيجة، .. المهم ان اناسا كثرا يفكرون فيه ولكن لا يجرؤون على البوح .. حدثيني عن تلك التجربة البدوية التي تقضي بعدم الاتكال على "الغريب"، ولو وصل حد الجراحة الطبية وما ينسحب عليه ينسحب على غيره؛ فصديقنا ذهب الى جرش تلك المدينة التي تعج بالحياة وشاهد الالية التي يقوم بها "الشلبي" بتطهير الاولاد.
في "البيادر"، كان ختان الاولاد موسميا وتقوم معه الافراح وتنصب له البيارق ويستعد الية بالاهازيج الرائعة، في ذلك الوقت ، لم - يلتفت الكهل الى تفاصيل العملية –، باستثناء صديقنا "الختيار"الذي قرر ان يقوم بالتجربة بنفسه وعدم انتظار .. ابو العبد؛ حضر دورة في جرش، لم يشرف عليها متخصصون، وغير مدعومة من جهات اجنبية، وقام بختان اولاده الذكور الاربعة "بالخنجر"بعد تعقيمة بالنار، وسط صراخ عال للاولاد في الحي ، ونادى منادٍ ما بهم ، اجابوا: خضعوا لعملية ختان.. جرت العادة اثناء الختان ؛ الباس الاولاد ثيابا فضفاضة كـ الثوب العربي ؛ ويبقى الولد يسير ببطء وهو يرفع الثوب من الأمام ، وفي الظهر على صوت الاولاد ، فقام الجيران بالسؤال عنهم ، فقالوا ان ابنا قام بعملية اصلاح للختان واضاف بعض المطهرات الشعبية من واقع البيئة ثم في المساء على صوت الاولاد مرة اخرى ، فقيل ان الاب قام بعملية اصلاح ثالث. فر الاولاد من بيت ابيهم في اليوم التالي وسط صراخ كافة الاطراف يحملون ثيابهم ويمشون مشية الفقمة وابوهم ينادي: ارجعوا، ولم يمتثلوا للنداء وصرخوا مع بكاء : في حال استمر الاصلاح بهذه الطريقة سنفقد اعضاء غاية في الاهمية ..
الانباط