الجفيرات: الاردن يملك مساحات واسعة من الاحواض الرسوبية النفطية
29-02-2016 04:45 PM
عمون - أكد باحث في الشؤون الجيولوجية ان الاردن يملك مساحات كبيرة من الاحواض الرسوبية.
وقال الباحث عبد العزيز الجفيرات من خلال دراسة قدمها عن طريق الاستشعار عن بعد ان الاردن يملك أكثر من ثلاثين حوض رسوبي.
وفيما يلي دراسة الباحث الجفيرات:
أقدم هذه الدراسة من خلال صور الأقمار الصناعية المتاحة، وبتقنيات الاستشعار عن بعد حيث قمت بالتعرف على تشكيلات سطح الأرض من تضاريس مختلفة وأمضيت في ذلك أكثر من 6 سنوات بالبحث والاطلاع على هذه التشكيلات المختلفة وتمكنت من أخذ أكثر من أربعة آلاف لقطة جمالية لتشكيلات سطح الأرض المختلفة منها تشكيلات الرمال والجبال وشواطئ المحيطات والبحار وتشكيلات الجليد، وتشكيلات أخرى مختلفة.
وبعد إدراكي لتشكيلات سطح الأرض المختلفة قمت بعمل عدة دراسات عن كوكب الأرض، ومن هذه الدراسات كيفية تشكل الأحواض الرسوبية لأهميتها الاقتصادية الكبيرة وذلك من خلال كونها مكاناً مهماً لتشكل وتجمع الخامات الطبيعية المختلفة ذات الأهمية الحيوية والإستراتيجية كالمياه الجوفية والبترول والفوسفات والحديد وغيرها من الخامات الأخرى .
وخلال العامين الماضيين قمت بالإطلاع على أكثر من90 % من الأحواض الرسوبية المتواجد فيها حقول النفط والغاز على مستوى العالم مما تكون لدي الإلمام والمعرفة عن كيفية ترسيب الأحواض الرسوبية وتشكلها وذلك بعد الاطلاع على دراسات جيولوجية بهذا الشأن حيث يدرس الشكل العام للحوض الرسوبي وأشكاله التضاريسية بطرائق مختلفة أهمها التصوير الجوي أو تقنيات الاستشعار عن بعد إذ يمكن أن تظهر حدود الحوض من خلال دراسة وتحديد اتجاهات الشبكة المائية للمنطقة، وبالتالي تحديد شكله العام
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الشكل النهائي لأي حوض رسوبي ليس مطابقا بالضرورة لشكله الأولي عند بداية تطوره وتراكم المواد الرسوبية فيه .
فالحوض الرسوبي هو حوض أرضي منخفض يحتوي على رواسب سميكة في الداخل ورواسب رقيقة عند حوافه ومع مرور الزمن تطمر كميات ضخمة من الرسوبيات مما يؤدي لزيادة الضغط وتبدأ عملية تحجر الرواسب )تحولها من فتات إلى كتل صخرية متماسكة (.
ومن خلال ما تقدم قمت بالبحث عن إمكانية تواجد الأحواض الرسوبية المحتمل وجود البترول فيها بالأردن حيث تبين لي أنه أكثر من 30 حوض رسوبي بالتشكيلات الجيولوجية التي تظهر على أطراف الأحواض حيث الترسيب البحري الشاطئي والشواطئ القديمة المتحجرة و هذه الأحواض بمساحات مختلفة ما بين 50كم2 و100كم2 وأكثر من 003 كم2 واحتمال وجود البترول في هذه الأحواض يتفاوت بنسب ما بين30 % إلى5 9 %وحسب موقع كل حوض، مع العلم انه ليس شرطاً تواجد البترول في كل حوض رسوبي.
كما قمت خلال هذه المدة بالإطلاع على كيفية تشكل البترول تحت سطح الأرض من خلال النظرية العلمية التي تفيد أن البترول يتكون من مواد عضوية انطمرت تحت رسوبيات مختلفة قبل مئات الملايين من السنيين، حيث العمق المطلوب ليتكون الضغط والحرارة اللازمين لتشكيل المواد البترولية مما يؤدي إلى خروج هذه المواد من طبقات ذات مسامية ونفاذية كبيرة وهجرتها إلى طبقات ذات مسامية غير مُنفذة لهذه المواد تسمى المصيدة .
بعد تكون المعرفة لدي عن الأحواض الرسوبية قمت بالكشف الميداني على مجموعة من هذه الأحواض في الأردن على أرض الواقع حيث وجدت الشواطئ القديمة المتحجرة على أطراف بعض الأحواض وبشكل واضح قمت بعدها بالاستيضاح من جيولوجيين عن طريقة اخذ العينات مع دراسة جيولوجية هذه المناطق من كتب جيولوجية عن الأردن حيث تفيد هذه الدراسات أن المنطقة المحاذية لمنطقة اللسان ) البحر الميت) والتي قمت بدراستها سابقا يوجد فيها مواد نفطية من مادة القار (الإسفلت) خرجت من خلال نزازات تحيط بالحوض من كل الجوانب وفي الوسط حيث الرمال المشبعة بالقار في نهاية وادي عسال جنوباً وفي وادي احيمر وفي وادي الذراع شرق هذا الحوض، كما انه توجد دلالات القار في مصب وادي بن حماد قرب غور المزرعة وشمال هذا الحوض وادي الشقيق حيث توجد المواد البترولية الخفيفة بالمقاطع الصخرية شمال هذا الوادي على جانب الطريق وبشكل واضح حيث شاهدتها على الواقع , وهذا الحوض هو بعرض 6 كم وبطول 20 كم .
والشكل رقم (6 ( يبين شكل الحوض بشكل عام ومناطق النزازات النفطية وآبار البترول المحفورة في هذه المنطقة خارج حدود الحوض الرسوبي .
ومن خلال تجوالي لأخذ عينات في منطقة حوض أخر تبين لي وجود نزازات من مواد نفطية ظاهرة على السطح وبعدة مواقع، قمت بحرق عينة منها بنفس المكان مما أدى إلى ذوبانها كذوبان المادة البلاستيكية وأصبحت رماد بلا وزن يذكر وموجود لدي جميع العينات لهذا الحوض والأحواض الأخرى.
وبعد مراجعة شركة البترول الوطنية خلال عام 2015 وتحدثت معهم بخصوص دراستي لهذه الأحواض عن احتمال تواجد البترول فيها ، فأبلغوني بأن منطقة الامتياز لشركة البترول الوطنية هي من منطقة الصفاوي شرقا وحتى الحدود العراقية فقط وأخبروني: بأنه إذا كان لديك دراسة عن هذه المنطقة فنحن مستعدون لمناقشتها .
بعد ذلك عملت على رسم عدة خرائط للمنطقة من نهاية طبقة البازلت شرقا وحتى منطقة الحدود العراقية ومن خلال تتبع الشبكات المائية لهذه المنطقة تبين لي وجود عدة أحواض رسوبية، والأشكال التالية المرفقة توضح ذلك:
* الشكل(1): يبين اتجاه الترسيب منطقة (الرويشد/الريشة).
* الشكل (2) : يبين منطقة الدراسة بشكل عام 1+2.
* الشكل (3) : يبين أحواض الترسيب وعددها 3 بشكل عام.
* الشكل (4): يبين المناطق المختارة من الأحواض الرسوبية للمسوحات الأولية الجيوفيزيائية.
وخلال الأيام القادمة سأقوم بتقديم هذه المعلومات لشركة البترول الوطنية المملوكة لوزارة المالية بنسبة 99%، وأنا على استعداد لتحديد أماكن الدراسة للمسوحات الأولية الجيوفيزيائية مثل الفحص السيزمي والمغناطيسي أو أخذ العينات وما يسبق الحفر بمساحة دائرة لا يتجاوز قطرها) 1000 م - 2000 م.(
ومن خلال دراسة أشكال سطح الأرض (الجيومورفولوجيا( أؤكد بأن ترسيب الأردن كان متنوع حيث كان ترسيب خليجي وترسيب مياه ضحلة حيث الأنهار القديمة والبحيرات والخلجان الرئيسية والفرعية تظهر على تشكيل الأردن بدلالات الشواطئ القديمة المتحجرة والشواطئ المتأخرة الدالة على مستويات سطح المياه بعد تراجعها في فترات زمنية مختلفة.
وبناءً عليه فإن الأردن يتمتع ببيئات ترسيب مميزة في الصفيحة العربية حيث أن هذه البيئات هي بيئات حاضنة على شكل أحواض رسوبية وهذا ما يبحث عنه المختصين في علم البترول والثروات الأخرى وأن هذه الأحواض هي مكمن المعادن والمواد البترولية في كل دولة وان امتداد الطبقات المنتجة للبترول في المناطق المجاورة من الصفيحة العربية تمتد ضمن ترسيب الأردن وبطبقات أسمك من الطبقات الموجودة في الدول المجاورة وهذا ما يشير إليه الجيولوجيون، وأؤكد أن الأردن على بحيرات من النفط والغاز.
والشكل (5) يبين ترسيب الأردن بشكل عام والذي يغلب عليه الترسيب من الشرق باتجاه الغرب وجزء باتجاه الشرق وجزء باتجاه الجنوب الشرقي .
من خلال ذلك ومقارنة البيئات الترسيبية في الأردن بدول منتجة للنفط أؤكد بأن الأردن بلد بترولي من الدرجة الأولى حيث أُقدر أنه إذا ما استغلت هذه الأحواض خلال السنوات القادمة فسيكون الإنتاج الأردني من النفط والغاز بكميات تجارية كبيرة، وأؤكد بأن جميع الآبار التي حفرت كانت في
مواقع غير صحيحة حتى وان تبين فيها كميات متواضعة من النفط والغاز، وأنا على استعداد لتحديد المواقع الصحيحة لها .
وفي حال تمت الدراسات الأولية المطلوبة للأحواض الرسوبية الموجودة في الأردن من قبل فريق متخصص بالمسوحات الجيوفيزيائية، فبإمكاننا خلال صيف هذا العام 2016 أن نقوم بسد حاجتنا من النفط والغاز ومن حقولنا النفطية وعلى مسافات لا تزيد عن عشرات الكيلومترات عن مصفاة البترول الأردنية.
علماً أن ما تمت الإشارة إليه في هذه الدراسة هو 5 %فقط من إجمالي دراستي عن الأحواض الرسوبية في الأردن .
وبعد مرور أكثر من 68 عام على البحث والتنقيب عن هذه الثروة الوطنية الكبيرة والتي أرجو-إن تمكنا من استخراجها - أن تكون رافداً كبيراً لاقتصادنا الوطني بما ينعكس على الوطن والمواطن بالازدهار والتقدم