في الصفوف الابتدائية كانت مقرراتنا تشتمل على قطعة في القراءة تحت عنوان "سليم صديق العالم كله" وغاية القصة أن تظهر خصال شخص يحاول ان يرضي الجميع... ما لم تقله القصة طيبة الذكر أن سليم كسب الجميع لكنه خسر نفسه... في كل مرة اقرأ فيها المشهد الاردني اتذكر كتاب القراءة والنص والكلمات والقيم والمعاني والاسطر المفقودة في منهاجنا التعليمي.

لا ادري الى اي مدى تسمح قواعد البروتوكول للسفير أن يصرح عن قضايا وسياسات البلد المستضيف لسفارة بلاده.. لكن ذلك يحدث في الاردن فالسفراء يصرحون ويهددون ويقيمون وينتقدون ويتجولون بحرية ويتلقون دعوات على ولائم يحضرها رؤساء وزارات ووزراء ورؤساء السلطات وكلها على شرف السفراء.

لا ادري كيف يدعى رئيس مجلس الامة على شرف سفير او عشرة وزراء وما معنى ذلك في اللغة الدبلوماسية....سيقول البعض اخلاقنا وكرمنا!

كيف يؤثر ذلك على صورتنا عن انفسنا وهل يحصل ذلك في بلدان اخرى؟

قبل سنوات هدد السفير السوري... واعتدى طاقم السفارة العراقية على شباب اردنيين في المركز الثقافي دون اكتراث... ومرارا صرحت السفيرة الامريكية حول قضايا محلية.. واخيرا يفسر السفير السعودي ظاهرة هروب الاستثمار.... لا ادري ماذا لو صرح احد سفراء الاردن في هذه الدول بتصريح، أي تصريح.

قبل سنوات كنا في زيارة الى احدى قرى الجنوب ودخل علينا احد الاشخاص الذي كان قد اجلي عن منازل اهله نتيجة ارتكاب احد افراد اسرته لجريمة وعندما سألناه عن ما يمكن ان نقوم به للمساعدة قال إن هناك عطوة قد تم اخذها وأن كفيل الوفاء في العطوة السفير الياباني... الامر الذي جعلنا نتعجب لسماع مستوى الانفتاح والاندماج او مساحة الحرية التي يتمتع بها السفراء واللاجئون والقوات الدولية والمنظمات والضيوف في بلدنا.