facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الفيفا وقدر الأردنيين وأميرهم


عمر كلاب
28-02-2016 01:40 AM

يحتاج العقل العربي الى اعادة مراجعة فهمه لطبيعة العقل الغربي والمساحة المسموح الوصول اليها في المواقع الدولية، قبل البدء في التلاوم وتبادل الاتهامات وصولا الى مرحلة الكفر القومي، كما حدث على هامش انتخابات الاتحاد الدولي لكرة القدم، ودخول العرب المعترك التنافسي بعقلية القبيلة ونزاعاتها، مع اليقين بأن هناك مشروعا يستهدف الاردن بُغضا على مركزه وقيمته وقامته الحاضرة في الملعب الدولي، فالسياسة بلا اخلاق او دين والحسد والتباغض سمة عربية يدركها الاردنيون على اختلاف مواقعهم، فيصمتون على مضض، اما بحكم الاخلاق الاردنية التي تكرست باحترام الشقيق او بحكم سياسته بعدم الاصطدام مع الاشقاء واحتمال الالم بسبب الحاجة وينطبق علينا قول الشاعر بتصرف : ولكن حملناها نفوساً كريمة، تُحمَّلُ ما لا يُستطاعُ فتحمِلُ.

الواقع العالمي وموازين القوى والمصالح تقول بالفم الملآن، ان منصبا عالميا بحجم رئاسة الفيفا لا يمكن ان يحصل عليه عربي مهما كان وزنه الشخصي كالامير علي الهاشمي الاردني او الشيخ سلمان البحريني، فتلك امبراطورية عالمية انجزت مهماتها في ابقاء اوروبا والغرب على سدة اللعبة الشعبية ولم يسبق ان فاز بها من خارج اوروبا سوى البرازيلي هافيلانج ولن تتكرر التجربة لغير اوروبي فمقاعد القارة العجوز في كأس العالم لا يسمح ان تتأثر وكذلك قيمة بطولاتها على مستوى الدول والاندية والقارة تحافظ على مكتسباتها ووزن بطولاتها ومردودها المالي،فكل البطولات غير الاوروبية لا قيمة لها ماليا اوجماهيريا.

مرة واحدة حدث ان منح العالم مقعدا متقدما لعربي وكان على رأس الامم المتحدة وكانت للمصري بطرس غالي وكان هذا الموقع ثمنا لدوره في معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية لا اكثر ولا اقل، حيث كانت الحسبة حينها ترفيع كل المنادين بالسلام مع اسرائيل ومكافأة الشخوص الذين يحملون تبعات ذلك ولا شك ان بطرس غالي كان سبّاقا في هذا الامر مع الروائي نجيب محفوظ فحازا على ما حازا من نوبل الى الامين العام للامم المتحدة وكذلك كان السادات احد الحاصلين على جائزة نوبل وقتها ونستذكر جيدا ان الراحل الحسين هو الوحيد من الذين وقعوا معاهدة سلام مع اسرائيل ولم يحصل على نوبل فقد حصل عليها الراحل ياسر عرفات ولا اظن احدا لا يعرف قيمة ومكانة الراحل في العالم كله ولكنها السياسة التي تعرف ضرورة حجب الجوائز والمناصب الدولية عن الهاشميين لانهم ببساطة يحملون مشروعا نقيضا للصهيونية وثانيا لحساسية العرب من زعامتهم ونحن الان نعيش فيئ الثورة العربية الكبرى وذكراها المئوية ولا اظن الغرب والعرب سيغفرون ذلك.

الاردن بحسن سريرته والامير علي بنُبل اصله راهنا على نبرة الاخلاق التي سادت ابان رحيل رئيس فيفا السابق بلاتر واحاديث الفساد التي صاحبت الرحيل والاقصاء، وتلك قصة اخرى في عوالم السياسة الدولية التي تمنح مشروعية اخلاقية لتغيير لا اخلاقي، منذ الاستعمار وحتى احتلال العراق ولكن ما زلنا ممسكين على قوة الاخلاق كمعادل موضوعي لاخلاق القوة كما قال الملك عبد الله الثاني، وهذه منظومة قيمية هاشمية متصلة نأمل ان تنتصر وتسود، لكن هذا الزمان لا يعترف الا بمنطق القوة غير الاخلاقية ولذلك لا نريد ان ننجر الى معسكر اللااخلاق او نكفر بقوميتنا المجبولين عليها حتى لو ساهم الاشقاء في الضغط علينا وانتهاك اجوائنا الاخلاقية.

ثمة اقدار للاوطان والشعوب تكون ظالمة احيانا، ونحن قدرنا ان نحمل هذا القدر الذي جارت علينا به الجيرة والدور والمكانة والرسالة التي نحملها، وعلينا تحمل كلفتها وحمل امانتها بأمانة واعتزاز كما نحمل حب الهاشميين ويحملون هم حملنا بأمانة ونقاء سريرة وسنبقى فخورين بأميرنا الشاب ومحاولته المخلصة لتطوير كرة القدم.

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :