انتظروا الرد على وقف اطلاق النار
ماهر ابو طير
27-02-2016 02:11 AM
يحض وزير الخارجية الروسي الولايات المتحدة الاميركية، على تفادي تنفيذ عملية برية في سورية، مشككا في الوقت ذاته بنجاح وقف اطلاق النار، المفترض ان يبدأ ليلة الجمعة-السبت.
كلام الوزير الروسي دقيق الى حد ما، لان وقف اطلاق النار، مستحيل في سورية، حتى لو استثني منه، الجماعات التي تحاربها دمشق الرسمية مثل داعش وغيرها، فهذه الجماعات تتحصن في احياء سكنية، ومن اجل اقتلاعها سوف يتضرر المدنيون، وستدخل جماعات وفصائل اخرى على خط الانتقام من دمشق الرسمية من باب الثأر للمدنيين الذين يدفعون ثمن المواجهات.
اضافة الى ذلك، هناك دول كثيرة، وعواصم عربية وغربية، لاتريد ايضا ان ينجح وقف اطلاق النار ولديها جماعات لن تلتزم بأي توافقات في هذا الصدد، وسوف تخرق وقف اطلاق النار، من اجل اشعال المعارك مجددا، وقد شهدنا قبل ايام تفجيرات مدوية في حمص ودمشق، ردا اوليا، على هدنة ميونيخ وماتلاها من اعلانات اميركية روسية حول وقف اطلاق النار.
الارجح هنا ان وقف اطلاق النار لن يصمد طويلا، كما اننا سوف نشهد في بحر اليومين المقبلين اعتبارا من اليوم ردا داخليا واقليميا على قرار وقف اطلاق النار، بعمليات مدوية ودموية في سورية تعيدنا الى المربع الاول، وبحيث نكتشف مبكرا ان وقف اطلاق النار مجرد حلم في شباط.
دون ان نضرب في الغيب، العالم اليوم امام حل من حلين، لاثالث لهما، لان الازمة السورية لابد ان تصل الى نهاية، فلا يعقل ان تستمر عشرين عاما.
الاول يتحدث عن تخلي العالم عن معاندته لدمشق الرسمية ومن والاها، واعلان توكيل دمشق الرسمية بتنظيف الداخل السوري من كل مافيه من جماعات، واعادة اعراب النظام ومؤسساته، ووقف اي امدادات مالية او عسكرية للفصائل التي تناهضه، بحيث يكون هنا الحسم للمعسكر السوري الايراني الروسي، ومعهم حزب الله.
الثاني يعاكس الاول، ويتحدث عن حرب برية لابد منها، بحيث يحدث هناك اجتياح بري لسورية، من الجنوب والشمال، ومن كل الاتجاهات، من اجل تدمير بنى التنظيمات، والنظام معا، وسيؤدي هذا السيناريوالى مواجهات اسوأ حتى في ساحات بديلة مثل اليمن والعراق، كما سيؤدي الى مواجهة اقليمية دولية، من ثمارها تقسيم سورية، وتوسع دول مجاورة جغرافيا، ونشوء رسم جديد للخارطة تماما، بحيث تتأسس هنا دولة سنية كبيرة في المنطقة تضم مناطق من سورية والعراق تلتحم مع اي دولة اخرى، وتؤدي ايضا، الى تشظية سورية الى دويلات، وفقا لتفاهمات دولية، تعيد رسم المنطقة.
من المستحيل هنا، ان تستمر الازمة السورية لسنين متواصلة، فكل ازمة او حرب لها نهاية، ومن الطبيعي جدا ان نسأل ماذا بعد العام الخامس من الازمة السورية، وماهو سيناريو «اغلاق الازمة» اليذي سوف يتبلور ميدانيا وسياسيا في ظل تداعي القوى وتحاربها في سورية.
الرئيس الاميركي يعقد مؤتمرا صحفيا في البيت الابيض ويقول فيه ان الايام المقبلة حاسمة، بمعنى انها حاسمة لما بعدها من حيث اختبار صلابة وقف اطلاق النار، لكن الاجابة على تصريحاته جاءت على لسان وزير الخارجية الروسي الذي قال ان وقف اطلاق النار ليس مضمونا 100 بالمئة.
الازمة السورية لم تنفجر بعد بمعنى الانفجار الاقليمي والدولي الكبير، والكل يحاول ان يحسم الازمة دون تفجير شامل، لكن الرهان هنا، على الحظ فقط، لتجنب هذا الانفجار.
سورية تستدرج العالم الى حرب عالمية ثالثة، نشبت فعليا بالوكالة، لكن الكارثة الكبرى ستحل على الجميع، حين يصبح سيناريو المواجهة المباشرة، السيناريو الوحيد المتاح.
الدستور