استراتيجة المستقبل وقوة ثلاثية الدولة
في قراءتنا لواقعنا الحالي الذي يتسم بالدموية والقتل والصراعات في محيطنا العربي ، وننظر الى الواقع الاردني ندرك ما معنى اهمية القيادة حين تتأسس على الشرعية ومصالح الامة ،والعامل الاخر ان قوة الدولة لم تعد بقوة اقتصادها ولا في حجم مواردها ،فبلاد المليارات تترنح الان لان المال لم يجد له تلك الحماية ،ولم يجهد اصحاب المال لبناء الانسان في وطنه وتعظيم القيم التاريخية واقامة العدل ، وهنا نجد اننا في المملكة الاردنية الهاشمية نبحر وسط هذا المحيط ونحن نعيش الحالة الراهنة بلا خوف ولكن بالحيطة والحذر من المتربصين بنا ،ونعيش بأمن تكاملت فيه ثلاثية الدولة المتينة واركانها القيادة والشعب والجيش.
ولا تخلو الاخبار اليومية من محاولات للتسلل الى بلادنا ،ولا من تصريحات التهديد تنطلق من افواه حاقدة هي الغارقة بدماء شعوبها ،ولا من محاولات تصدير اعمال ارهابية الينا بطرق مختلفة ، ولكن يشعر الاردني في بلده ان لا قيمة لكل هذا لديه ، لانه على ثقة اصبحت راسخة بقوة جيشنا العربي ويقظته ،وكفاءته وان هناك عيون تحرس هذا الوطن ممثلة بكل اجهزتنا الامنية من الامن العام والمخابرات والدفاع المدني والدرك .
وجيشنا العربي هو جيش الثورة العربية العربية الكبرى ،وهو النواة الاولى التي تأسست مع تأسيس الدولة الاردنية عام 1921 ومنه تطورت باقي الاجهزة الامنية ، وهنا نقف عند نقطة هامة اننا ونحن نستذكر تعريب قيادة جيشنا العربي الاردني في عام 1956 في الاول من اذار فاننا نستذكر ان واحدا من اسباب تعريب قيادة الجيش هو السير في خطة فصل الامن العام عن الجيش حتى يكون جهازا مستقلا يستطيع ان يتطور ويصل الى المستوى المرموق كما نراه الان.
واليوم وبعد ستين عاما على تعريب قيادة الجيش العربي الاردني تلك الخطوة السياسية العسكرية التي اتخذها المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه نقف عند هذه الذكرى التي هي عيد وطني لندرك ان الشجاعة السياسية والعسكرية تقاس بحجم الخطر وقوة الضغوطات الداخلية والخارجية ، فحين كان قرار التعريب كان الاردن يرتبط بمعاهدة تكبيلية ،وان السيطرة على اجهزة الجيش والامن هي مرتبطة بسياة بريطانيا من خلال الجنرال كلوب واركان القيادة الانجليزية الذي تبوأوا مناصب الاستخبارات والمالية والعمليات العسكرية عدا عن سيطرتهم على شؤون الاراضي والمساحة والاثار في الدولة . اضافة ان مصدر المساعدات الوحيد كانت بريطانيا في حينها ، ولكن كانت تلك الشجاعة والجرأة السياسية لدى الحسين طيب الله ثراه ليتخذ هذه الخطوة متكلا على الله ، ولتضع الاردن في واجهة الاعلام العالمي كله الذي اخذ يتحدث باعجاب ودهشة على هذا القرار من دولة كان ينظر اليها انها في حضن دولة اجنبية .
خطوة التعريب وصفها محللون اجانب بانها اجرأ خطوة لاشجع قائد في الشرق الاوسط ،وانها خطوة استراتيجية تؤسس لمستقبل واضح يتعمق عروبيا وهذا ما اراده الحسين رحمه الله لجيشنا العربي الاردني ليكون الجيش النصير لقضايا العرب العادلة وانه جيش حقووطن ووامة. .
قرار التعريب يمكننا قراءته في كل مرة بتعمق وندرك اننا نعيش نتائجه باستمرار،وانه حياة امة وعزة جيش ، وكان القرار في حينها هو معجزة قيادية لا يمكن اتخاذها اذا ما حسبنا مجمل الظروف المكبلة وسطوة بريطانيا مقارنة مع قوة الدولة الاردنية وايضا لنعلم ان القرار قد اتخذ في بداية عهد قيادة الحسين رحمه الله ولم يكن قد مضى عليه اكثر من ثلاث سنوات وان عمر جلالته حينها لم يتجاوز 22 عاما.
وبعد ستين سنة نرى جيشنا العربي الاردني انه جيش العرب والامة جميعها باخلاقياته ونخوته واحترافيته ،وانه الجيش الذي لا يخذل قواده كما كان يقول عنه مؤسسه المغفور له عبدالله الاول ، وهو الجيش الذي يرى فيه كل اردني انه عنوان الفخار وانه السور المتين للوطن .
وتحية لجيشنا العربي الاردني الذي نطرب لنشيده جيشنا يا جيشنا يا عربي يا فخر كل العرب
تحية لشهداء الجيش العربي الاردني في كل ميادين التضحية والفداء في فلسطين وكل الامصار
تحية لاجهزتنا الامنية التي تسهر باقتدار على صون الانجاز والتراث والسكان.
تحية لقائدنا جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين الذي يولي الجيش كل اهتمامه ليكون جيشاعربيا بمستوى جيوش العالم بكفاءته واقتداره الذي ثبت من مشاركة الجيش للعالم في مكافحة الارهاب او في كل عمليات السلم العالمي .
ونقول لسيدنا كل عام وانت بخير
ولجيشنا وجنودنا كل عام وانتم بخير