أمي؛ سألتُك ساعة الولادة : من أين خرجت يوم "الطلقات" الشهير؟! فأجابت: من ركبتي! وصدقت حين ذاك..! ثم دخلت المدرسة، وصرت أحمل كتبي بحقيبتي على كتفي وامسكً قلبي حين أكتب بدلا من قلم الرصاص!،وقال لي المعلم "ان الربيع اخضر وهو قادم، ودونت ذلك في مذكراتي؛ وسقطت..وصارت إجابتي "نكتة" أمام الرفاق.. الدرس الاول في الصف الاول: "الشمس تشرق من الشرق" رددوا يا صغار؛الدرس الثاني اعاده المعلم: الشمس تشرق من الغرب وان الغرب مميز عن الشرق رغم حضارة الشرق التي اندثرت، وطلب منا ان لا نسجل تلك المعلومات ، واضاف ان "الحيطان" تمتلك اذانا صاغية ، عندما حدثتك قلت : "امش الحيط الحيط وقول يا رب الستر " واتبعت تلك النظرية ولكن لم يسلمني ربي من "الحيط" ولم "يات الستر"، اتعرفون لماذا، لان ذلك ليس نصا قرانيا.. مناهج تم صياغتها في اكاديميات ما، مبانيها قلاع وتم طلاء الغرف باللون الاسود واحيانا تم رشق اللون الاحمر، لا لسبب ووضع الطلاب في جو دراسي مريح، ولمزيد من الاستمتاع لم يكن فيها شبابيك وتمت الاستعاضة بـ"منور" مرتفع عن الضجيج.. مازلتُ أحتفظً بكم واعرفكم الا تكون هذه شتيمة كافية!؟

ارجوكم ؛كُفّوا عن شتمي عندما اغيب ، مازلت اتي كثيرا اليكم، صحيح لم اكن هنا منذ زمن ولكني عدت ،"من رد ما شرد" قاعدة غيرت وجه العلوم، ومازال الرجل الثمانيني يسلمني لاخر ثمانيني، والكتاب نفسه والعلم والاجابة نفسها والنتيجة :راسب امي، معلمي؛ لدي ما أخبركُم به، لم لا ناخذ موعدا للغد، ولا احد منا يحضر فيه، أو يجيءُ باكِرا، ونلقي بكل اخطائنا على العتبات ونترك الاحاديث عن غيرنا، ونجتهدُ كثيرا في وضعِ مسميات لا تليق بنا كاصدقاء.. ما رايكم بيت الطين ومدرسة البيضة والرغيف ؟! تلك النظريات لم تعد صالحة "، وحلم الطفل تحول الى حزن كحلم ابيض من الرماد، ونثرت فوق وردة "صبية"كوما من التراب.. ما زلنا نزدحم امام بوابه واسعة اني ارقب ضوء الفجر يطلع ..!!

الانباط