نعيش في هذه الأيام الذكرى الثامنة والخمسين للوحدة بين مصر وسوريا و في دولة واحدة هي الجمهورية العربية المتحدة وقد جرى اتفاق الوحدة هذا بين الرئيسين طيبي الذكر جمال عبد الناصر رئيس مصر , و الرئيس شكري القوتلي رئيس سوريا، وبمباركة واسعة وغير مسبوقة من الشعبين المصري والسوري وجميع الشعوب العربية .
واللافت للمراقب أن هذه الذكرى لأول وحدة عربية في العصر الحديث بين قطرين عربيين عنيدين ضد دولة العدو الاسرائيلي والاستعمارالحديث.. القطر العربي الأول في آسيا و الثاني في إفريقيا
وتمر هذه الذكرى العظيمة والخالدة في هذه الأيام دون احتفالات لإنشغال القطرين المصري والسوري في قضايا داخلية نتمنى ان تنتهي بسلام و لمصلحة الشعبين والأمة العربية كلها.
لا داعي للدخول في هذه اللحظة التاريخية عن الأسباب التي أدت الى الانفصال والذي كان اجمل خبر لدى اسرائيل واخواتها... وبعد ثلاث سنوات من عمر الوحدة القصير وإن كان لا بد من التذكير أن هذه الوحدة لم تسيل فيها نقطة دم واحدة ولم تكن قسرية بغلبة قطر على قطر آخر أو حاكم على أقطار أخرى وكما جرى في كثير من التجارب الوحدوية الأوروبية في إيطاليا وألمانيا وروسيا وغيرها حيث سالت دماء وهدمت وأحرقت فيها كثير من المدن والبلدات الكبيرة والصغيرة.
في ذكرى الوحدة وقيام الجمهورية العربية المتحدة العام1958.. وبعد أكثر من نصف قرن من قيامها , لا بد من الطرح مجدداً شعار : (الوحدة العربية هي الحل)، وما حدث لنا منذ بدايات هذا القرن من فرقة و تخلف و إحتلال وفوضى رافقها قتل وتدمير وتهجيروتقسيم على اسس طائفية للعديد من الأقطار العربية.. سببه غياب هذه الوحدة وحدة التراب و الإنسان العربي في وطن واحد قوي ومتضامن ضد اعدائه في الداخل والخارج..!
فلو بقيت الجمهورية العربية المتحدة وانضمام دول عربية اخرى اليها حتى العام 1967لهزمت اسرائيل و لما حدثت النكسة و ما جرى على اثرها من احتلال إسرائيل للقدس و الضفة الغربية و الجولان و سيناء , و لما كان العدوان الأول العام 1991و الثاني العام 2003 على العراق و لما جرى هذا العدوان اليومي على لبنان و على أقطار عربية أخرى.
كثير من الفرص ضاعت على أمتنا وشعبناالعربي لنكون وطنا واحدا ورئيسا وشعبا واحدا نسير في ركب الدول المتحررة والمتقدمة والجمهورية العربية المتحدة "دولة الوحدة" هي أهم الفرص الضائعة حتى الآن ..!!
Odeha_odeha@yahoo.com