لا تطلبي مني يا أخية
أن أحمي الحمى
أو أوقد النار التي أوقدت دهراً
لإقري ضيوفا لست أعرفهم
لست أفهمهم
أو أمنع الدرب من قطاع ليل
نهبوا الخبز والماء والأقحوانالا يا أخية
لا تتوهمي
فأنا لم أعد فارساً
بعد أن سلبوا الحصانا
فأي سرج سأعتلي
دون سرج ؟
وكيف أطلق دونما عنان
لضاريات الريح العنانا ؟
كيف لم أقرأ الليل عمقا ؟
وأنا الذي
يفهم النجمات في ألق وفي أفل
ويعرف من حالكات عتمتها
أي ليل يواتي اقتحاماً
و أي ليل يواتي أنسحابا
و من من رفاق الدرب أصحبه
و من أبقي ...
و من من قبل أوفى
ومن من قبل خانا
كيف لم أصغ
لنصح الثقات من قومي ؟
وعرافة رجتني طويلا
و أجهشت دمعا
و ربما دماً و هي تنشدني
بإن لا أشد الرحالا
فحلكة الليل بني تخفي
ألف مجهول
و ألف ربما
و مهما غنمت صيداً
فليس بصيد
هذا الذي يحفه الموت من كل حدب
و أي غنم إذا أنت غنمت صيدا ؟
وفقدت جوادك .... و الرجالا
كيف لم أصغ يا أخية ؟
لرجاء في عيون
من بلا مال
وقد باحوا:
باقون هنا ... و إن بلا زاد
و إن بلا ماء
فكم بذي ألم ... كنت ذي أمل
و كم بذي قفر كنت الغلالا
من أراني السماء صفوا
تفيض بنجمات لست أرى؟
كيف اقنتعت بأن البدر منتصف
وقطع الليل كل الذي أرى؟
وكيف أوهموني يا أخية
أن يكونوا إذا ما البدر انطفى عيني
وجوادي إذا ما الموت غيبه ؟
وكيف أوهموني
بإنهم سيفي إذا نشب القتالا ؟
هل كتمت يا أخية من قبل سرا؟
إن لم تكتمي
فلتكتمي ما ستسمعي الآن
ما كان بدر يا أخية
و لا كان هناك نجمات
ولا صيد و لا قتال
كل الذي رأيت
كان موتي في عيون رفاقي
مددت يدي لسيفي
فأحسست بإن ما بيني وبينه المدى
و لم أجد سوى غمدا
وسيفاً لمخلصا كان يصحبنا
قتلوه غدراً بغير قتالً
فأرديت بالسيف والغمد بعضا
و توارى من قد تبقى
تحت جنح الليل فراراً
فبكيت إذا تواروا
فقد فقدت مخلصا على صدري ممداً
وإذ تواروا توارى عن ناظري الحصانا
لا يا أخية لا تتوهمي
أنا لم أعد فارساً
ولتكتمي السر
أنا مذ سلبوا حصاني
عقدت على الموت القرانا