لم يقتصرحديث جلالة الملك مع وكالة الابناء الاردنية عند الرد على الشائعات التي تناولها بعض الصالونات السياسية فحسب ، ولم يقف خطاب جلالته عن تبيان ووصف حالة المرحلة وما تعتريها من ارهاصات وتحديات ، فقد جاء توجيه جلالته ليجلي صورة الحال وليبين حقيقة الموقف ، ويحدد المشكلات والصعوبات، ويوضع الرؤيا تجاه المستقبل المنشود ، وهي العوامل الموضوعية الثلاث المكونه لأطلاقه جديدة لبرنامج تنموي شامل والذي نستلهمه في اطار مسيرتنا \"نحو اردن أفضل\" ، القائمة على ثلاث محاور رئيسية محور بناء المجتمع القوى، ومحور تحقيق العدل، ومحور العمل من اجل مستقبل الاردن فلقد حرص جلالة الملك على تقديم الاطار العام للبرنامج النمائي والتنموي على المدى القصير والمنظور المتوسط والاستتراتيجي من خلال اضاءة شاملة واطار واضح لبرنامج عمل وطني شامل ، فعلى المدى القصير بين جلالته التحديات التي يواجهها البرنامج والتي تمثله الاسعار والبطالة والفقر والمديونية الخارجية ، كما اوضح جلالته الكيفية التي سيتم عبرها مجابهة هذه التحديات من خلاله حزمه الاجراءات التي تحمي المواطن من تداعيات غلاء الاسعار التي فرضتها متغيرات الاسواق العالمية، عبر زيادة رواتب الموظفين وتوسيع حجم ومقدارالمعونة الوطنية ، وتوفير الحوافز لتشجيع الشباب على العمل والانتاج هذا من ناحية،كما تسعى الحزمه هذه لتوفير السكن من خلال مبادرة سكن كريم وعيش كريم كما تتضمن توفير المواد التموينية في المؤسسة العسكرية والمدينة باسعار الكلفه من ناحية اخرى، وهي جميعها عوامل تعمل على تمكين المواطن لمجابهة الاعباء المعيشية وبما يمكن ويضمن مشاركته ورسالة البناء والتنمية المستهدفه والتي هي بحاجه الى كل الموارد والطاقات كونها تعمل ضمن مرحله التأسيس والتشييد، وهي المرحلة الاهم والاصعب سيما انها بحاجة الى تظافر كل الجهود لتقديم البنية التحية الضرورية ومستلزمتها من طاقة ومياه وشبكة نقل كعناصر ضرورية في ايجاد بيئة تشجع على الاستثمار، وهو ما تطلبه العمل على انجازالمفاعل النووي الاردني الذي سيساعد على توفير الكهرباء ، كما سيساعد ايضا مشروع جر مياه الديسي على توفير المياه ، كما تم البدء ايضاً باعمال تنفيذ شبكة القطارات الخفيفة لتتمكن عجلة الاقتصاد الوطني القائمه على الخدماتية السياحية والتعليمية والصحية من تكملة مشوارها ، بما يؤول الى ايجاد البيئة الحاضنة لجذب الاستثمارات المحلية والخارجية وهو التحدي الذي يواجه عجلة الاقتصاد الوطني في المدى المتوسط والاستتراتيجيي ، والذي عبره يتم تحقيق بناء المجتمع القوي وهو المحور الاول في البرنامج التنموي المستلهم من حديث جلالته بمتطلباته التالية:
1. فرص عمل لليوم غداً .
2. تعليم اكاديمي وتدريب مهني افضل .
3. سياسات اقتصادية تعمل على جلب الاستثمار الخارجية ، موضحة ان الاردن بيئة مناسبة لتطوير الاستثمارات .
4. بنية تحتية تناسب المتطلبات المستقبلية في الاردن.
وهي الاربع خطوات الضرورية في تعزيز الطاقة الانتاجية لمجتمعنا، اما في المحوراالثاني في البرنامج المستلهم هو محور ترسيخ العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص وسيادة القانون فإن ذلك قائم على ما يلي :-
1. تشجيع الحكومة للتركيز على زيادة الانتاجية ، وتحسين الاداء ، وتبنى افضل اليات التنفيذ .
2. الدعوة الى تخطيط الاستراتيجي لعدة سنوات متتالية لجميع دوائر الدولة ، بما يشمل خلق فرص العمل واستقطاب الاستثمارات .
3. البحث حول اساليب خلاقه لمكافئة العمل الجاد واعادة اموال الضرائب الى دافعيها من المواطنين ، كالتأمين الصحي على سبيل المثال .
4. الدعوة الى الانفتاح والشفافية في الحوار حول الاموال التي تنفقها الحكومة من خلال الاعلان المفضل لموازنة الدولة .
5. الدعوة الى سيادة القانون كونه ركيزة هامة في المجتمع الاردني ترى بان الجميع الافراد سواء امام الجهاز القضائي .
6. تعزيز شعور المواطنين بالانتماء للاردن ، من خلال اشراك الجميع في الحياة العامة
7. تشجيع جميع الاحزاب السياسية على اخذ دور اكثر فعالية في المجتمع الاردني كمؤسسات يجتمع فيها الاردنيين باعتزاز عن حبهم لوطنهم ورغبتهم في بناء مستقبل مشرق له .
اما المحورالثالث من البرنامج المستلهم فهو قائم على العمل من اجل مستقبل الاردن الذي يريده جلالته ليكون البلد الاكثر تقدماً في العالم من خلال ما يلي :-
1. تسويق الاردن كمكان رائع للعيش ومناسب لانشاء لاعمال.
2. تسويق الاردن كبلد مضياف للاستثمارات ويوفر مستوى عال من المعيشة للعمالة المهارة وعائلاتها .
3. نظراً لتكنولوجيا المعلومات ونشوء الصناعات المعرفيه يستطيع روادها خلق الوظائف والتمركز ، الامر الذي يستلزم تسويق الاردن كونه المكان الاكثر استقطابا لهذه المبادرات.
4. التشجيع الى التركيز اكثر على التجارة والتدريب والمهارات المهنية المرتبطة بشكل افضل مع احتياجات سوق العمل .
5. تطوير خطة خمس عشرينية لبناء ركائز جديدة خلاقه ومتتابعة للاقتصاد الوطني ، على ان تشمل تحسين المستوى المعيشي للمواطن الاردني .
6. الدعوة الى تعزيز قطاع الاموال لتوفير الاستقرار والثبات لمستثمرين والاعمال والمواطنين ، وهو ما يقود الى توفير لقمة العيش لعائلاتنا والاجيال القادمة .
7. والعمل على تطوير وتنفيذ استراتيجية تجعل الاردن وجهة سياحية محبذه .
8. ان يرى العالم حسنات العيش والعمل وزيادة الاردن من خلال الدعوة الى اطلاق حملة اعلامية تسوق الاردن جيداً حول العالم كما هو الحال في مهرجان الاردن .
مما تقدم نستطيع القول ان جلالته قد قدم برنامجاً وطني تنموياً نمائيا ً شاملاً في حديثه كما بشر بميلاد انطلاقه جديد عندما فاجأ جلالته مرتادي موقع يوميه الدستور الاكترونية فجر السبت الماضي بمداخله والتي حث الجميع عبرها على التفاعلية وابداء الراي والتي كانت تحت عنوان \" نحو ارن افضل \" .
نعم يا سيدي ، سيبقى الاردن أفضل بقيادتكم الحكيمة الملهمة ، وسيبقى الاردن افضل وفق رؤياكم النيرة ، فأنتم يا سيدي محط إعتزاز وفخر الاردنيين كل الاردنيين ، وامل ورجاء الشباب المقبلين بتفائل نحو المشاركة ورسالة البناء الوطني .