إلى الطائر المؤابي في عاصمة الضباب
ابراهيم الزعبي
09-07-2008 03:00 AM
***مهداة إلى الأستاذ خالد محادين – أبو سنان - في غربته .. عافاه الله
أي سر فيك أيها الطائر المؤابي .. أيها الإنسان الشاعر الرائع؟ وأي إرادة صلبة تحتضنك أيها الصديق ... المتعب الكبد ... حيث يتكسر عند ضفافك جبروت المرض الذي لا يقهر؟ كنت في قصائدك.. الماء والنار والأرض والحب والحرب والانتصار .. فمن أشعارك بدأت حياة .. مجبولة بالحكمة والرؤى الجمالية الفكرية الجذابة .. ومن أخلاقك انبثاق العطاء الأزلي ... و فيك روعة الصفات .على مر السنين... كنت ذاك الأديب والشاعر والأستاذ المتميز .. منذ أن أذنت بالصلاة لفجرك الطالع .. صلينا معك... بدأت صرختك المدوية مليئة مفعمة بالرجاء... علّ هذه الصرخة..الصدى ... تقوّم اعوجاجا مفترضا .. قد يكون أو لا يكون .
أبا سنان ... \" ما تبقى في موائدنا يكفي لعشرة مواسم \"... كنت دوما مؤمن بهذا البلد وقيادته .. تستشعر بصوت مسكون, آلام الزمن القادم وآماله .. داعيا إيانا صون كرامة شامخة لا تخشى ضياعها فحسب ... بل لتزرع وتؤكد روح العناد الجميل في قوميتنا ... خوف من إفتضاض بكارة النقاء والصفا .
أبا سنان .. أنشدت لعمان وبغداد...وأنشدنا معك... كنا نتلمس في كلماتك ذلك الخيط الرفيع.. الصلب ..الذي تجذب به عشاق الوطن والعروبة قسرا لرائحة الطلع وعبق الزنابق .. . وظلال الحواري التي تفوح منها رائحة الياسمين غروبا... وابتسامة الأطفال الشقية صباحا .... لقد رسمت وطنا يرفل ببردة الزهو والفرح .. وحيث يصلب الجوع والأسى. .. . كان شعرك له ظلالا... لم تنس ذاك الرحم الذي ضمنا .. انه الوطن ! ..وطن جميل يحتضن أبناءه بمودة عارمة .. وطن ناجيناه كثيرا عبر زهو الوتر ! كان اتفاقنا مطلق فيه , فلا وجود للنسبية في هذا الأمر أبدا .
أيها المؤابي الطيب ... يتمازج العشق والكون و كل شئ يتوحد في محراب شعرك .. . طوبى لك أيها الفاضل .. أيها اللين الثائر .. بكل تلك القسوة اللذيذة ... شفاهنا تلهج لك بالدعاء .. أودعناك قرآنا وانجيلا في غربتك.. ونور إيمان متوهج متجدد.... يهزم الظلام والمرض ... فعد إلينا فما زال على هذه الأرض ما يستحق الحياة .
Zubi1965@hotmail.com