اعتداءات بطعم الحرقة والمرارة
09-07-2008 03:00 AM
تطالعنا بين الفينة والاخرى بحرقة تكاد اخبار عن اعتداءات غير مبرره على العديد من رجالات الخدمة العامة ... فيوم نقرأ خبر عن اعتداء على طبيب يقوم بواجبه في مستشفى وخبر اخر عن اعتداء على ممرض يخفف من الام المرضى الملتاعين بمصائبهم . او اعتداء على رجل امن يقوم بواجبه تجاه راحة وامن اخيه وابن جلدته المواطن .. وها نحن نسمع اخيرا عن اعتدأء طال احد رموز العطاء الاكاديمي وواحد من اصحاب الايادي البيضاء التي عطرت العمل الانساني والشبابي في بلدنا الحبيب ..... واعني الدكتور سلطان ابو عرابي .. موجها له تحياتي وتقديري البالغين فضلا عن اسفي الشديد لما تعرض له .... وحامدين الله على سلامته .... لقد تعاقبت مثل هذه الحوادث بشكل ملفت ومقلق مما يسترعي الاهتمام البالغ من قبل القائمين على الامر ، وذلك من جهة التحقق في اسباب ودوافع مثل هذه الاعتداءات ، التي لا تتوانى عن استهداف افراد ورجالات لهم باع طويل في خدمة الوطن والمواطن ، ويوصلون الليل بالنهار في سبيل توفير اقصى درجات الراحة والامان لابناء شعبهم ومجتمعهم الذي ينتمون اليه ويحبون .
ومما نستغرب له ان هذا العطاء المتفاني الذي يبذله ابناء الوطن الواحد يقابل احيانا بهذا بجفاء وجحود غير مفهومين من قبل نفر اثروا الابتعاد عن المثل والقيم التي من المفروض انهم تربوا عليها وتشربوها ، كما هو مجتمعنا الذي يكاد يكون من اكثر المجتمعات تجانسا وانسجاما فيما بين افراده ، حتى لنقول بانهه عشيرة واحدة وبيت واحد . ونستهجن جرأتهم في التطاول على رموز العمل العام وعدم مبالاتهم في تقدير سوء فعلتهم وتجرؤهم .
وانعكاس ذلك على منهجية العمل العام ، والتسبب في تبخيس الدوافع الذاتية للمبادرين الى العمل في الشأن العام بحيث تصبح هذه الدوافع مجرد امنيات وتمني يتندر بها مجتمعنا الغني بمثل هؤلاء المخلصين والمتحملين لعبء العمل العام وتبعياته المرهقة .
وفي لمجمل فاننا وبصرف النظر عن الدوافع والاسباب الفردية التي تكمن وراء مثل هذه الافعال ، والتي لايمكن تفسيرها بشكل منفرد ومتجرد عما يعتمل داخل المجتمع من ارهاصات فكرية واخلاقية وتداعيات معيشية ، فاننا ندعو الجهات المعنية بمن فيهم علماء الاجتماع والسلوك الاجتماعي ورجال الدين المتنورين القادرين على تشخيص الوقائع والاحداث بموضوعية ، للوثوب الى الواجهة وتقديم تفسير واضح ومقنع لما يجري ، وعدم التستر وراء الاكمة حتى لا تستشري هذه الظاهرة ، وتستعصي على الحل ، لان مايجري يكاد يصبح بمثابة الظاهرة التي تتكرر بشكل متراتب لاينقطع .
وعلينا الا ندير ظهرنا لمثل هذه الظواهر الخارجة عن المألوف في مجتمعنا وان لانضع رؤوسنا في الرمال . هذا فضلا عن مطالبتنا لوسائل الاعلام التي تتحمل جزأ مهما من المسؤولية الاجتماعية والاخلاقية للوقوف على الاسباب ، ولتكريس مفاهيم الحوار المنفتح والتبادل المعرفي مابين الشرائح الاجتماعية المختلفة فضلا عن اجتراح الوسائل الحوارية القادرة على الوصول الى مختلف المستويات العلمية والمعرفية في مجمتعنا الواحد