دجالـون ومشعـوذون .. «vip»
فارس الحباشنة
21-02-2016 07:53 PM
عندما تستمع الى حكايا وقصص السحرة والمشعوذين تعتقد بانها قد حصلت في عقود ماضية، ولكن ما يروى من حكايا عن قصص عاشوها حديثا. هناك من يؤمن بالسحر علاجا لكثير من المشاكل والامراض البسيطة والمستعصية، والبعض يلجأ الى السحرة والمشعوذين ليس من باب الاستشفاء والعلاج الروحي والغيبي فقط، أنما لاستشراف «طالع « المستقبل،وهذا ليس مزاحا.
لا تعد ولا تحصى أعداد المنجرفين وراء الايمان بالسحر والشعوذة. ولا يتردد مرضى بزيارة دور»المشايخ «طلبا للعلاج من أمراض نفسية وعضوية، قال العلم والطب قوله الفصل بها، وامكانية تشخيصها للعلاج والتداوي منها : ممكنة وقائمة، ولا تحتاج الى علم غيبي وروحي لمداواتها. وكثيرة هي الحكايا التي يتناقلها الناس عن شيوخ وسحرة وبصارين، بعضهم يحضر للاردن بزيارة خاطفة وسرية وخاصة يلتقي مجموعات محدودة ومحصورة من «مصابين بامراض الوهم «، والى درجة ان زيارة بعض المشايخ لمدى أهميتها وحساسيتها تقاس مددها الزمنية بالدقيقة.
هناك حكايا عن مشايخ يصعب تصديقها، رغم حقيقة اتساع وقوعها،وتصديقها يعني كأننا نعيش في زمن حكايا « الف ليلة وليلة « وسيادة اوهام وخداع العقائد الاسطورية والخرافية، ولكن صدقنا أو لم نصدق فان تلك الحكايا مستمرة بالوقوع. «أناس « رفيعو» المقام والمقال» مؤمنون بالسحرة والبصارين،ولا يقدمون على خطوة أو مسار جديد بحياتهم العامة والشخصية الا بعد استشارة السحرة ونيل نصحهم ورشدهم، هي» تخيلات مرضية « ترى بان الانسان قادر بالسحر على استشراف «طالع الاقدار «. أولئك المشايخ والسحرة والبصارين الاقدار الطبقية لا تمكننا طبعا من التعرف عليهم أو حتى ارتياد «دور الاستشفاء الروحي « التي يقيمونها، فهم يختلفون عن النوعية التقليدية والقديمة التي نعرفها من المشايخ، ينتمون الى درجات شعوذة راقية ومختلفة. وبعض أولئك المشايخ ولدتهم نجومية التلفزيون، وهم قادمون من عالم مختلف ومغاير للمشايخ العاديين، ولدوا باعمال السحر والشعوذة التي يقيمونها لخدمة طبقة الاثرياء واهل الجاه والسلطان، ممن يبحثون عن موديلات جديدة ومختلفة في خدمات» السحر والشعوذة «، موديل يحترم تمايزهم الطبقي و الاجتماعي.
«مشايخ «، -كما يطلق - يتقاضون أجورهم بـ»اليورو والدولار»، وأسعارهم تلامس بجنونها «عمليات جراحة القلب المفتوح أو زراعة عامود فقري « وما شابه ذلك، اصبح لهم سلطة «افتراضية غيبية» تصيب بهوسها جنون كثيرين، وتمسح ببركاتها خطى رجالا ونساء لا يقدمون على ما هو جديد بحياتهم العامة والشخصية دون استشارة ومباركة « فخامة الشيخ «. مشايخ «علية القوم « بوصفاتهم السحر والخرافة والشعوذة، يحركون بواطن ادارة الشأن العام، ببركاتهم يأفل نجم فلان ويظهر أخر، ببركاتهم يزيلون الحسد والعين عن فلان وعلان، ويسيرون له طريقا مباركة كانت مكسوة ومليئة بالشوك، ولا يمانعون أيضا من رمي بركاتهم على ثروات يصيب اصحابها القلق على مشروعية مصدرها.
الدستور