ربما عنوان كتاب الأديب الأردني خالد الكركي يصلح أن يكون عنوانا للسنوات العجاف التي مر بها الأردن خلال السنوات الخمس الماضية ، وكيف إستطاع الأردن قيادة وشعبا من تجاوز عنق الزجاجة واستطاع جلالة الملك عبدالله الثاني أن يدير بمهارة السفينة في بحر متلاطم أهلك دول الجوار من العباد وأغرق البلاد بالدم والبارود مسنودا بقواتنا المسلحة الجيش العربي وأجهزته الامنية.
إن النضج الذي أظهره الأردنيون يعود إلى الوعي الذي تشكّل منذ البدايات بأن لا نضيّع منجزنا الوطني تحت شعارات واهمة وإنحاز الأردنيون إلى أنفسهم وان المطلوب هو البناء وليس الهدم ، وخاب وخسر كل من راهن على سقوط الأردن.
سنوات الصبر كانت صعبة وضاقت أحوال الناس المعيشية وأغلقت الحدود الشمالية والشرقية ووجد الأردن نفسه أمام سيل من اللاجئين يعبرون حدوده ومع ضيق ذات اليد لم يشح بوجه عن شقيق طالب حاجة أو جريح يسيل دمه ولم يسد أذنيه عن صرخة أم مكلومة أو طفل يتيم ، وإقتسمنا لقمتنا معهم .
سنوات الصبر كانت سنوات رضا فاستمرت مسيرة الأصلاح ومكافحة الفساد وإنحاز الإردنيون للمستقبل وبناءه بلا هدم أو إنكار ، فتم إنجاز قوانين منظومة الإصلاح السياسي : الاحزاب وقانون البلديات واللامركزية وقريبا قانون الإنتخاب بعدما تم تعديل مواد مهمة في الدستور الأردني وإنشاء المحكمة الدستورية والهيئة المستقلة للإنتخابات .
على مدى السنوات الصعبة لم يكلّ او يمّل جلالة الملك وهو يطوف العالم ويحمل همّه وصعابه لدعم الأردن وإقتصاده الذي يتنفس بصعوبه ، والأهم من ذلك في الدفاع عن الإسلام وسماحته أمام التشويه الذي تمارسه قوى التطرف والإرهاب والخوارج .
ربما الأحلام كبيرة والطريق طويلة للإصلاح لكن ما تم تحقيقه فهو منجز وطني في ظل هذا الخراب الذي يحيط بنا من كل جانب ، ويدرك الأردنيون أفرادا وجماعات أنه وطن الأجداد والآباء ويجب ان نعضّ عليه بالنواجذ ونحافظ عليه بهدب العين .
حمى الله الوطن والملك وحمى الله قواتنا المسلحة الباسلة عزيزة مهابة .