من الخارج : «تابلو» شبح..»أضوية» غواصة..»ستوبات أس500»..اضاءة «زينون»..»سيستم» 2016...لكن عندما تفتح غطاء الماتور تكتشف أنه ..ماتور 200لف هذه هي حكومتنا...من الخارج كل شيء يلمع ويبدو عصرياً لكن «ماكنة التشغيل» قديمة...
***
قبل سنتين كتبنا عن مخترع أردني ،اتخذ غرفة من بيته الريفي كمشغل ومختبر تجارب ،شغفه بالاختراعات كان يجعله يصرف من راتبه على اختراعاته ويقدّمها للجهات الحكومية على الطريقة اليابانية آملاً ان تستفيد الدولة بواحدة من اختراعاته الصناعية الكثيرة وتساهم في النهضة، لكنه كان يتفاجأ في كل مرة برفضها من قبل موظف تم تعيينه بالواسطة، يجلس على طاولة خشبية قديمة بيده فنجان قهوة وسيجارة بحجّة عدم جدواها الاقتصادية، طبعاً هذا اذا لم يحوّله الى مادة للسخرية للمراجعين وزملائه الموظفين...هذا الرجل «المخترع» وباجتهاد شخصي تقدّم لجائزة دولية في دولة الكويت قبل ست سنوات...وقد فاز بالمركز الثاني بالجائزة على مستوى الشرق الأوسط..ذهب لاستلام الجائزة وحضور التكريم هناك ، وفور عودته الى الوطن اكتشف انه تم حسم 92 ديناراً من راتبه بسبب غياب 6 ايام عن عمله بدون عذر رسمي... رغم انه قدّم طلب الإجازة لمسؤوليه آنذاك.. الا أنهم فضّلوا ان يباركوا له الانجاز على طريقتهم الخاصة.
***
ولأن الإبداع لا يخبئ نفسه، وعلى نفس الطريقة والمذهب في الكفاح «المسلح بالصبر»... فقد سطع نجم فيلم «ذيب» في المهرجانات الدولية وترشّح الى الأوسكار بقوة بعيداً عن العيون الرسمية ، العالمية التي ارتدت» الثوب البدوي» كانت بجهود ذاتية ،وإمكانيات فردية، وبتسويق ذاتي ،ودعم ذاتي، لم تقف الدولة «بماكينتها» الإعلامية ولا الدعائية وراء دعم هذا الفيلم كما تفعل باقي الدول ،و مع ذلك شق الفيلم طريقه بثقة وثبات ونافس على منصات الجوائز العالمية... كان آخر وأحلى ثمار هذا النجاح ان حصد مؤخراً جائزة أفضل فيلم روائي في جوائز «البافتا» البريطانية.. إدارة «البافتا» قامت بإرسال الجائزة إلى أصحابها في الأردن عبر البريد «صنعة الناس الواصلة»... فقامت «الجمارك» بمباركة «الانجاز» على طريقتها الخاصة بأن دفعّت الفائزين «97» ديناراً بدل جمرك... ولسان حالها يقول: جائزة ذيب؟..أسد؟.. جرو؟ .. ابو بريص؟ أبو السفايف ما بفهم....
المهم بدكو تحطوّا الـــ «97» ليرة...
اختصار الموضوع ..هذه «الجمركة» إن دلت على شيء فهي تدلّ على شيء واحد... ان حكوماتنا لا تحب الأفلام ولا تدعم الأفلام ولا تؤمن بالأفلام ولا ترعى الافلام...
الرأي