عمون - محمد الخوالدة - يسمع كثيرون من ابناء الكرك الان عن موقع في سيل الكرك تعارف عليه قدامى الكركيين باسم "مقعد العرايس".
السامعون اولئك يعرفون ان هذا المكان يقع في سيل الكرك لكنهم يتساءلون اين وما سرّ هذه التسمية، ولوضع النقاط على الحروف فلا بد من العودة إلى ما تختزنه الذاكرة الشعبية في الكرك حول هذا الموضوع والتي تقول:
يقع مقعد العرايس في مكان قريب من عين سارة المصدر المائي الدائم للمياه التي تتدفق عبر سيل الكرك منذ وقت لا يعلم مداه الا الله وتستقي من هذه المياه عشرات الكروم والبساتين على امتداد سيل الكرك والتي تمد سوق محافظة الكرك بالكثير من حاجاته من مختلف اصناف الخضار والفواكه، فبالنسبة للقادم من مدينة الكرك وقبل وصوله إلى الجسر الواقع امام متنزه عين ساره يمكنه ان يلتفت إلى شماله إلى الطريق الصاعد باتجاه تجمع سكاني الصالحية "الزط" سابقا ففي منتصف ذلك الطريق وعلى حافته الشمالية يقع المكان الذي كان يسمى مقعد العرايس.
اما لماذا سمي مقعد العرايس بهذا الاسم فقد كانت مياه عين سارة المكان الذي يذهب اليه الكركيون من مختلف مناطق المحافظة لغسل الاصواف التي يتم بها تصنيع فراش الزوجية اذ كان من مستلزمات الزواج عمل كمية مما يسمى ب"الفرشات واللحف والمخدات " لاغراض النوم، بل كان مقياس علو كعب الزوج الجديد يعتمد على عدد ما يوفره من تلك الفرشات واللحف والمخدات.
ولغاية غسل الاصواف فقد كانت تذهب جماعة من ذوي العريس والعروس رجالا ونساء ومعهم العريس والعروس إلى عين ساره للمشاركة في غسل الاصواف التي غالبا ماتكون بكميات كبيرة ويقيمون عند العين ليوم او اكثر حتى تغسل الاصواف وتجفف وتعبأ في الاكياس ، وخلال مدة الاقامة تقام الولائم، ووجبات الطعام.
ومادام الامر يتطلب مكوث يوم كامل او اكثر والمبيت في الموقع فلا بد وعملا بتقاليد المجتمع الكركي وعاداته انذاك من الفصل بين الذكور والاناث، ففي حين يقيم الرجال عند موقع العين لحراسة الاصواف فان النساء يذهبن ومعهن العروس إلى الموقع المسمى مقعد العرايس للمكوث فيه والذي كان مغطى بالاشجار وليس كماهو الان ارض جرداء.
الصورة المرفقة مع هذا التقرير ملتقطة من منطقة اليوبيل وتظهر في منتصفها ابنية تجمع سكاني الصالحية والطريق الواصلة اليها والتي تم توصيفها في التقرير وموقع مقعد العرايس منها.