هيكل و ظاهرة ثنائية (الفرعون والكاهن)أ.د. سعد ابو دية
19-02-2016 05:40 AM
بالنسبة لمحمد حسنين هيكل احب ان ابين للقراء ان (هيكل) اعتمد على مؤسسة عملاقة هي مؤسسة الاهرام وفيها علماء وكُتّاب ووثائق وفيها خبرة وفيها محترفون.. سأضرب مثلاً واحداً في مقابلة محمد حسنين هيكل مع الحسن الثاني ملك المغرب التي استغرقت ساعات طويلة، كتب محضر الجلسات الاستاذ الكبير جميل مطر وكلنا قرأ او سمع عن كتابه (النظام الاقليمي العربي) وعند هيكل عشرات من امثال جميل مطر والاهم عند هيكل الادوات ومنها صحيفة الاهرام ثم كتبه الهامة و منبر الجزيرة...يضاف لما تقدم خبرة هيكل غير العادية وتدريبه المبكر في (الاجباتشن جازيت)الصحيفة ذات الصلة التاريخية بدار الاعتماد البريطاني في مصر ويضاف لذلك استعداد غير عادي وذاكرة رهيبة واستعداد للخدمة العامة للدولة وللمهنة فهو يكتب عن قضايا دولية بطريقة فيها تثقيف . كتب عن ايران مرتين وكتب عن قضايا عديدة، وكما ذكرت تقدم له المعلومات ويقوم هو بالصياغة الرشيقة المذهلة،والتي سماها ادوارد مورتيمر (التايمز) متعة المعلومات والعرض. وليس هذا فحسب بل انه يقوم بمهام اخرى اذا استدعت مصلحة الدولة ذلك.حدثني (صبري ابو المجد) رئيس الؤسسه العملاقه دار الهلال في واحد من لقاءتنا العديدة ان لهيكل ذاكرة كأنها شريط تسجيل وروى هذه القصة ذلك انه عندما جاء الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات لمصر في منتصف الستينات لم يجد المصريون شيئا عنه في الملفات السياسية حتى يقدموا لعبدالناصر نبذة عن شخصيته فعهدوا الى هيكل بان يقابل عرفات ويغربله وينخله ويكتب عنه تقريرا طويلا كان نواة ملف عرفات في المخابرات المصرية.ومنذ البداية في عام 1942 اثبت هيكل انه كفاءة غير عادية، لقد نجح كما كتب في اخر ساعة وكما تحدث في قناة الجزيرة في شهر (تموز 2005) في اصعب مقابلة تطلبها ادارة صحيفة من صحفي. كانت تريد رد فعل بائعات الهوى على قانون يمنع البغاء. ونجح هيكل وفشل زملاؤه الخمسة واذا كانت البداية في (الاجباتشن جازيت) فانه تعلم في مدرسة الصحفي العملاق محمد التابعي اذ تعلم اكثر وشق طريقه بعيدا عن التحيز لاي لون سياسي. كان مشهورا عنه انه بلا لون سياسي (في اواخر العهد الملكي).
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة