في البدء.. تحية لكل العاملات في مهنة السكرتيريا.. فهن عماد أي مؤسسة.. أو شركة.. أو دائرة.. أو وزارة.. يبذلن جهودا خارقة في أحيان كثيرة.. و يتحملن ما يتحملن من أشياء تقال و لا تقال...
و لكن أتحدث اليوم عن بعض السكرتيرات اللواتي ينبن عن مدرائهن في أحيان كثيرة... و في أغلب الأحيان يمثلن المدراء و يصبح نفوذهن أكثر منهم...
تأخذك الطريق إلى هذه الدائرة أو تلك.. فتصل إلى مكتب المدير العام.. تطل عليك سكرتيرة المدير.. أو أحيانا مديرة مكتب المدير.. أو السكرتيرة التنفيذية..ا و أسماء أخرى يحلو لبعضهن إطلاقها على مهنة السكرتيرة للتفخيم.. وتتراى لك انواع من التعامل.. منهن من تبتسم لك ابتسامة رائعة تأسرك فيها... ثم بلباقتها المعهودة تنهي الموضوع و تعود أدراجك دون أن تقابل من أتيت من أجله.. و تخجل من متابعة الموضوع فقد أجابت هذه السكرتيرة الجميلة عن كل الأسئلة!!
و تدخل إلى إحداهن... و لا ترى أحدا من المراجعين... و تكون بأمس الحاجة لرؤية المدير، ربما من أجل إقناعه بقضية أو موضوع أو ظلم وقع عليك... فقبل أن تأخذ مكانك و تجلس.. تبادرك: ماذا تريد.. و تتابع... المدير مشغول.. المدير في اجتماع.. المدير معه خط.. و تبرر له كل شيء... و المدير جالس حتى دون أن يوقع أي ورقة!! و تحاول أن تتوسل إليها لكن دون جدوى!!
ومنهن من يكن درع لمديرهن.. خاصة إذا كان هذا المدير ضعيف أوفي موقع ضعف أو حتى بعض المدراء الأقوياء... فيقمن بمهامه.. و يبدأن بفرض التعليمات و كأنهن هن المدراء لا بل أكثر.. و خاصة اللواتي استبدت بهن الأنانية والتسلط ...و فقدن فرص تعليمهن و أضحت مهنتهن هي النافذة التي يفرضن فيها سطوتهن و أحيانا حقدهن على الناس... و خاصة النساء البسطاء.. ويبدأن بتشكيل التحالفات حسب الرضا عن الناس وأهوائهم وإشكالهم وانتماتهم وفقرهم وغناهم... و لعل هذه أسوأ الصفات التي إذا وصلت إليها السكرتيرة.. انحدرت في مهنتها و تجاوزت أسمى معاني المهنة و قيمها الإنسانية والأخلاقية الفضلى..
مهنة السكرتيريا..يا بنات حواء: مهنة عظيمة.. و حضور مشرف.. و فضاء نقي في التعامل مع الناس في كافة الأماكن و المواقع و الأزمنة... و هي تظهر صورة مشرقة عن عملها و مؤسستها.. فعليها أن تتحلى بالابتسامة.. و اتساع الأفق.. و تقبل الآخرين والاستماع إليهم.. و احترام الرأي.... واحتواء الناس بكل أشكالهم و أطيافهم و قضاياهم و مشاكلهم..و تساهم في مساعدتهم ودلهم على الخير.. و عليها أن تتمتع بالمصداقية و قول الحقيقة.. و الارتفاع فوق كل الشبهات.. و أن لا تكون مصدرا للشائعات.. أو إثارة الفتن و القيل و القال.. و عليها أن تكون صاحبة ضمير حي... تعامل الناس بأرقى أنواع الاحترام حتى لو أساء البعض إليها.. و قبل هذا و ذاك عليها أن تتقي الله في عملها.. و تكون خير معين لمديرها.. تنصحه إذا أخطأ.. و تمنعه من الظلم إذا حاول أن يظلم أو يبطش.. وعليها..وعليها أن تتحلى بالتواضع والصبر.. و الله لا يضيع أجر العاملين!!
E mail: adnanodeh58@yahoo.com