المسكوت عنه من تاريخ قرية الولجة الفلسطينية وعشيرة بني حسن الاردنية هو ضرب من ضروب الاهمال والتقصير لدى كتابنا ومثقفينا الذين يتطرقون في كتاباتهم الى شتى المواضيع الحياتية والسياسية وحتى لا تخلو كتاباتهم من تقلبات أسعار البندورة والخيار , وينسون او يتجاهلون التطرق الى تاريخ وسيرة مكونات وانساب العشائر الاردنية والفلسطينية الذين انصهروا على مر العقود في بوتقة واحدة من الوحدة والاخوة والقربى والمصاهرة حتي يتبن لللاجيال الحاضرة والقادمة حقيقة تاريخهم المشرف ودورهم التاريخي في الدفاع عن الامة والاوطان .
المعلوم لدي القلة من الباحثين والمؤرخين ان قبيلة بني حسن تعود نسبها الى الاشراف من الحسينيين الجعافرة (نسبة الى جعفر الصادق) وكانوا يسكنون في منطقة (الليث) بالحجاز , وعندما دعا صلاح الدين الايوبي إلى الجهاد لتحرير بلاد الشام وبيت المقدس من براثن الصليبيين فما كان من عشيرة بني حسن الا ان لبوا نداء الجهاد وسرعان ما عبروا من جنوب الاردن بقصد محاصرة قلعة الشوبك وقلعة الكرك، والتحق قسم منهم بجيش صلاح الدين لتحرير بيت المفدس، وبعد تحرير بيت المقدس اتجه صلاح الدين بمعاركه الى الشمال , بعد ان اوكل الامر لمقاتلي عشيرة بني حسن بحناية وحراسة بيت المقدس وتقديرا منه لشجاعة بني حسن واستبسالهم بالقتال اقططعهم الاراضي التي تقع جنوب غرب القدس ليسكنوا فيها ويمتلكوها وسميت باسمهم (قرى ناحية بني حسن) وذلك حسب التقويم الاداري للدولة العثمانية حديثا، وتضم هذه القرى (الولجة، المالحة، صطاف، الجورة، بتير، بيت صفافا، خربة اللوز، صوبا)..
رحل قسم من العشيرة الى شمال الاردن , وقد جعل صلاح الدين من موسم في القدس سماه (موسم راية بني حسن) وكان عيدا جامعا من اعياد القدس، ونال شرف حمل الراية شيخ الولجة انذاك وهو (الشيخ عبد الفتاح درويش) والذي مثل هذه القرى في مجلس النواب الاردني، وكان مقربا من جلالة المغفور له الملك حسين طيب الله ثراه.
ومن هنا اكتسبت قرية الولجة مكانة ومشيخة معترف بها في كل فلسطين، واطلق عليها (كرسي بني حسن) وكانت كل القرى المحيطة بها يتاقاضون لدى مشايخها، والولجة من القرى الغنية بزراعة الزيتون والتين والعنب والخضروات بشتى انواعها، وهي تشتهر بينابيعها المائية الصخرية والتي حفرت من ايام الرومان
وتشتهر بشجرة زيتون معمرة وضاربة جذورها في التاريخ وقدر علماء من اليابان واوروبا عمرها بخمسة الاف سنة، ويزورها السياح من جميع انحاء العالم.
اقول لااهلنا من عشيرة بني حسن نحن نفخر باننا من نسلكم واحفادكم وان لكم جذور في فلسطين وان لكم ابناء عمومة في ارض الرباط، كما النسور من وادي النسور , وكما الصرايرة من وادي الصرار وغيرهم من العائلات التي اختلط نسبها وحسبها عبر الضفتين .. ولبعلم الفاصي والداني اننا شعب واحد متحد ومترايط ومتصل ولن يستطيع اكبر غربال في العالم ان يفرقنا.
هذه قرية الولجة (كرسي بني حسن) التي افخر انني توليت رئاسة جمعيتها في عمان – الاردن اكثر من مرة .
ونحن في النهاية شعب واحد لا شعبين , وان كنتم في ارض الانصار ونحن في ارض الرباط فعيوننا ترحل اليكم وعيونكم ترحل الينا.