ثمة كائنات بلا ملامح، ووجوههم تخلو من الدهشة واية تعبيرات عن الفرح او الحزن. تنظر اليهم وكأنهم «قطع من الرّخام».. «بلاطات» متحركة. كل همها ان تأكل وتشرب وتنام مثل ذوات الاربع.
احيانا أحسدهم واحيانا أتمنى أن تنشق الأرض وتبلعهم واحدا واحدا.
نمط من البشر،يؤى الحياة بشكل مختلف عمان نراها ،نحن الناس «الطبيعيين».
قد يكون الواحد من هؤلاء متوافقا مع نفسه وقد يكون «مضطرا» بحكم مصالحه وظروفه. وانتهازيته.
يرضى بأي شيء وبكل شيء. ولا يُغضب أحدا. لا المسؤول ولا سواه.زوجته سعيدة. يأكل ما تطبخه حتى لو كان حجارة اللوح. المهم يزلط الطعام.
تراه في عمله مختلفا عن باقي الموظفين.إن جاءه النادل بقهوة «سكّر قليل».. شربها،وان كانت» سكّر زيادة»،ايضا دلقها في جوفه.حتى لو كانت «قهوة» بدون» فهوة» أيضا .. شربها ومسح كرشه وانبطح مثل البعير.
يركب الباص،يجلس في اي مقعد بجانب سيدة او رجل او ولد لا فرق. ولا يعنيه ان كانت النافذة مفتوحة او مغلقة، ولا تضايقه تصرفات السائق ولا الكونترول،سواء كان الاخير ،طائشا أم سافلا.
وبطبيعة الحال،لا يعنيه إن كان السائق قد «قرر» اغنية «سمجة» على الركّاب او اغنية جيدة. ولا يميز بين صوت «فيروز» ولا صوت «عبد المطلب».
وعندما يشاهد التلفزيون، يفتح فمه مثل الأبله. ويبدو سعيدا ايا كانت المحطة والبرنامج الذي يشاهده،رياضة او اخبار او منوعات او شاكيرا او رامي شفيق.
لا تعنيه السياسة ولا يقلق ان تبدلت الحكومة او بقيت للابد.ولا يعرف عن البرلمان الا ايام الانتخابات،حيث تشغله اليافطات وصور المرشحين.
حتى الطقس لا يعنيه ان امطرت او صفَت السماء.
يوزع ابتسامات صفراء تعبر عن شخصية بلا لون ولا طعم ولا رائحة.
يتمتع جسمه بطبقة سميكة من « البلادة»،تمنع عنه « الحساسية» التي نتمتع بها نحن «الناس الطبيعيين».
أنموذج يحيرني،كيف يتعايش مع نفسه وكيف يسير في الشارع ويتحرك مثل « بلاطة» تنتقل من مكان الى مكان.
الدستور