أظهرت احصاءات اصدرتها مؤسسة كوفاس الفرنسية لضمان الصادرات والتجارة الخارجية ,وقالت:
يعتبر الوضع الامني والسياسي والاقتصادي الى جانب ضعف الحوكمة والفساد والوضع المالي الداخلي والعلاقات الخارجية ,من الاسباب المباشرة لهذا التصنيف الذي يأتي في المرتبة الثانية لجهة الأخطار التجارية والاستثمارات الاجنبية .

لقد اعتبرت كوفاس ان السعودية والمغرب والجزائر من بين الدول الاكثر استقرارا والافضل في المنطقة العربية استقرارا وامنيا واقتصاديا,وبعدد سكان يصل الى مائة مليون نسمة ,ومنحتهم درجة (ألف 4)وهي المرتبة ذاتها التي حصلت عليها اسبانيا والهند والبرازيل وجنوب افريقيا واندونيسيا ,وهوتصنيف يعكس حالة رضا من المتعاملين الخارجيين على الاستقرار والامن وضمان الاستثمار,بحيث يتم اعتبار هذه الدول فاعلة اقليميا .

أما الدور الجزائري فقد تراجع تراجعا واضحا منذ الربيع العربي ,لاسباب مالية واقتصادية وأيديولوجية.

تقع الدول الثلاث في تصنيف أفضل من ايطاليا وتركيا ورومانيا والاردن وتونس,التي حلت في مرتبة (باء ) المتوسطة الاخطار,بينما راوحت تصنيفات بقية دول مجلس التعاون الخليجي بين( ألف2)و(ألف3)بفضل الاداء الاقتصادي وضمان التجارة الخارجية والرفاهية الاجتماعية .

لقد حصلت دول مثل مصر ولبنان وموريتانيا على مرتبة (سي),التي تعني وجود اخطار عالية بسبب الاوضاع الداخلية , وهي تقع في ترتيب متدني الى جانب دول اخرى مثل روسيا وصربيا ونيجريا وانغولا وساحل العاج واليونان وجورجيا وارمينيا وكمبوديا ومنغوليا .

كما قالت ان العراق وسوريا واليمن والسودان قد وضعوا في لائحة (دال) المتأخرة جدا,والتي تعني وجود اخطار قوية جدا وحالة ضعف امني كبير وفشل اقتصادي ترتفع فيه كلفة التأمين او يصعب التامين عليه ,واعتبر اسباب هذا التصنيف مرتبطا بالوضع الامني وغياب شبه كامل لهياكل الدولة والمؤسسات في هذه الدول التي تعيش حروبا اهلية ,مما يجعل كل علاقة تجارية او اقتصادية محفوفة بأخطار مرتفعة جدا بسبب سيطرة الجماعات المتطرفة والمليشيات المسلحة والعصابات على بعض مصادر المواد الاساسية مثل الطاقة والمعادن الثمينة والموانئ والمطارات ,الى جانب السطو على المصارف واستعمال التهريب والتزييف والاحتجاز والاختطاف .

على الرغم ان تقرير كوفاس يعكس موقف الشركات العالمية من بعض الاسواق الدولية ,الا ان منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا ,تضم العدد الاكبر من الاقتصاديات الفاشلة منذ 4سنوات على الاقل ,مما تعكس سلبا على بقية الدول المتجاورة ,خصوصا في مجال السياحة وتدفق الاستثمارات الخارجية ,سواء في الشرق الاوسط مثل لبنان والاردن المتضررين من الازمتين السورية والعراقية ,أو المغرب العربي المتضرر من الحرب الليبية .

مما يؤسف له وتدنى له الجبين ان يكون تصنيف العراق وسوريا تصنيف (دال ).
العراق التي احتوت حضارة بلاد النهرين ,ذات الامكانات الضخمة’والبترول الممتد على اطرافها من الشمال للجنوب وتقع بغداد على بحيرة من النفط ,عدا المعادن الاخرى وبها 400 نوع من التمور وغيرها,وهي بلد العباسيين وحضارة هارون الرشيد وغيره.

كما ان سوريا ذات الحضارة العريقة ,وعاصمة الامويين ذات الصناعات والزراعة,والتي دائما ميزانها التجاري رابح وامورها مستقرة
نسأل الله ان يعيد هذه البلاد لهدوئها واستقرارها ويبعد التفتت والتقسيم عنها,ويعيد اهلها لحضارتهم ورقيهم .

قال الشاعر مازن الصالح:
والنائبات تزاحمت في أرضنا فغدوت من ثقل الهموم عليلا
فهنا البلاد واهلها قد مزقت بين الجراح ضحية وقتيلا