عبدالرحمن الحناقطة .. رحل وفي عيونه دمعة
صبري الربيحات
15-02-2016 03:30 PM
لم يكن في حسابات الحاج ابراهيم الحناقطة اطال الله في عمره ان يشهد هذه اللحظة. ولم يكن يعرف ان اكثر شباب جيله وسامة ورجولة ورقة قلب سيرحل وهو في ريعان الشباب.. فقد كان عبدالرحمن واعداً يحمل من صفات وصلابة رجالات الجبال الذين رحلوا الكثير الكثير. فقد كان بيت عبدالرحمن ووالده محطة لكل القادمين الى الطفيلة رسميين واهليين.. ولم يتHخر عبدالرحمن عن اي شأن يهم اهله ومحافظته. في صوته شدة ودهشة لا تخلو من الحب والتفهم.
كنت اصادفه عند كل مناسبة تهم الطفيلة واهلها ولم يتأخر يوماً عن قضايا الوطن ولا همومه بل كان الاول ان لم يكن من اوائل الداعين الى وضع كل طاقاتنا وجهودنا وعزيمتنا في خدمة وطننا.
قلة منا من نسي او تناسى دموع عبدالرحمن الحناقطة ورفاقه اعضاء اللجنة النيابية التي تناولت بحث ملف الفوسفات يوم اظهر الزملاء ان بالامكان ان يكون غمازك على اليمين وتستدير الى اليسار...عندها لم يفكر عبدالرحمن كثيرا فقد كانت ملامحه مرآة صدق وحب ورجولة وايمان بان الوطن اهم من كل العطايا والوعود والامتيازات.
تحية لروح عبدالرحمن الذي فاض على الاهل والاصدقاء حبا وتواضعا وصدقا وبقي طوال سني عمله العام لا يتردد في قول الحق والدفاع عن مطالب المظلمومين وتحية لاهله ولوالده الذي زرع في عبدالرحمن عشرات الشمائل التي احببناها واحبها كل الذين عرفوه.
عبدالرحمن اعطى من غير ان يمنَّ ...ورحل من غير ضجيج... وهذا شأن الرجال الذين يشبهون جبال بلادهم تحتمل الجفاء والجفاف وتسعد انها تحمل على اكتافها كل ما ينعم به الغير.