ان من اعتى الحروب التي خاضتها الامم على مر التاريخ وفي معظم بلاد العالم كانت في معظمها حروب ظاهرها باسم الدين وغايتها السيطرة على البلاد والعباد والثروات , نجد ان الحروب التي خاضتها الدولة الرومانية وبعد اعتناقهم المسيحية كانت لاخضاع الامم للدين سواء كان داخل الامبراطورية نفسها او خارجها , وكذلك الحروب اليهودية التي كانت لا تذر ولا تبقي من الحرث والنسل والحيوانات كما فعلوا في مدينة اريحا عندما غزاها يوشع بن نون , وقامت في اروبا وخاصة فرنسا حروب طاحنة بين البروتستنت والكاثوليك ذهب ضحيتها مئات الالاف من البشر
عدا عن الحروب الصليبية والفتوحات الاسلامية والنزاعات الروسية الداخلية وغيرها .
وفي ايامنا هذه وقبلها بعدة قرون نجد ان التاريخ يعيد نفسه مرة اخرى في منطقتنا التي لم تتنفس الصعداء ولو لفترة انعاش من ويلات الحروب ومخلفاتها المدمرة لكل اشكال الحياة فيها , ولا نستثني الاجيال المتعاقبة والتي عاشت وتعيش في بؤس ومأساة وتشرد وضنك من العيش لا يحسدوا عليه .
وما يهمنا الان الصراع الذي يدور في سوريا والذي تشترك فيه معظم دول العالم وفي مقدمتها الدول الكبرى امريكا , روسيا , وغيرها , كل يريد النصرة على غيره بحجة ظاهرها الارهاب وباطنها الدين واتضحت هذه النوايا عندما اصطدم الجميع بمعركة ( حلب ) وما تمثله للمتاصرعين الاكبر في هذه المعركة وهم تركيا وروسيا , حيث ان تركيا لا زالت في خفاياها تعتبر
ان ( حلب ) ولاية عثمانية كما هي الاسكندرونة وقد اقتطعت منها بعد الحرب العالمية الاولى ومن هنا تعتبر بالنسبة لها خط احمر خاصة وانها قريبة من حدودها البرية والتي تشكل في حالة احتلالها حصارا بريا على تركيا ومسا بكرامتها الوطنية .
وهنا نسأل انفسنا ومن حولنا هل تغامر روسيا بمجيئها التاريخي لهذه المنطقة والدخول في حرب لا هوادة فيها وتخاطر بارواح ابنائها و بعلاقاتها الدولية وتعريض امنها القومي والاقتصادي للخطر من اجل سواد عيون بشار الاسد او من اجل وسامة وجمال العرب والمسلمين ؟؟ , بالطبع لا والف لا لان هناك هدف لهم ابعدمن ذلك بكثير وما هو بخفي على القاصي والداني ولكنا اتخذنا من شعار القرود الثلاتة مسكنا وملاذا لنا , لقد جاءت جيوش روسيا الى سوريا بتوجيه ومباركة من بطريرك روسيا الذي دعا الى حرب مقدسة وان معركة ( دابق ) قادمة لتحرير القسطنطينية وهي معركة نهاية الزمان والتي تليها يوم القيامة , ومن هذه الافكار والعقائد البشرية المتخلفة يتخذها بوتين حجة وذريعة لحرق وتدمير المنطقة , ماذا يهمه لو هاجر الشعب السوري قاطبة او قتل ملايين البشر طالما يعتقد انه على حق ,
معركة الرابح فيها اسرائيل , و نحن الخاسر الاكبر .