الى جانب أوسمه عديدة تزين صدر الأردن أضيف وسام رفيع وثمين أمام وسائل الاعلام من مختلف بلدان العالم عندما قرعت فرحا وابتهاجا أجراس كنيسة القيامة في القدس يوم 22.06.2008 بمناسبة تعين ابن الأردن وابن المدينة التاريخية مأدبا المطران فؤاد الطوال بطريركا للآتين في القدس، هي فرحة كبيرة بأن يعتلي عرش البطريركية شخصية عربية وهذه المرة شخصية أردنية، اعتقد أن هذا القرار ليس صدفة، الفاتيكان لديها بعد نظر في اتخاذ القرارات فيبدو أنها تؤسس لمشاركة أبناء المنطقة أصحاب الخبرة والعالمين بشوؤن الرعية في ادارة وقيادة كنائسهم ومؤسساتهم قدر المستطاع، هذا كان واضح عند تعين البطريرك الفلسطيني ميشال الصباح ابن مدينة الناصرة خلفا للبطريرك الايطالي آنذاك والأن جاء تأكيد هذه السياسة بتعين البطريرك الأردني فؤاد الطوال في هذا المنصب الكنسي الرفيع.
نعلم أن الأردن له وزن ومقام دولي مهم بفضل حكمة قائد البلاد وارادة الشعب الطموحة، فتسمية رجل دين اردني بطريركا هذا انجازكبير وتقدير لدور الأردن نفتخر به ، وهذه ثقة تمنح للبطريرك الجديد ليدير هذا المنصب الحساس خلال المرحلة القادمة بكل نجاح واتزان .
أذكر أنني حضرت العام الماضي وفي عاصمتنا عمان مراسيم تعيين المطران ياسر العياش ابن مدينة شطنا حيث أصبح مطران للروم الكاثوليك في الأردن خلفا للمطران اللبناني جورج المر، وهذا أيضا ليس بصدفة ولكن يبقى السؤال أين هي كنيسة الروم الأرثوذكس المقدسية من هذا التقدم أو التغيير أو مواكبة سياسة التعين من أبناء المنطقة ؟ لا نقول ولا نعني بان الكنيسة يجب أن تكون ذات جنسية معينة او صبغة معينة ، كنيسة الروم الأرثوذكس المقدسية أم الكنائس هي للجميع ، ولكن أسأل نفسي لماذا كان البطريرك عطاالله آخر بطريرك عربي منذ عام 1533 ميلادية ؟
لننصف الأمور، هناك نهضة أرثوذكسية خلال الأربع سنوات الماضية شهدتها الكنيسة في الأردن ولكن تبقى الدعوة موجه لبطريرك القدس ثيوفيلوس الثالث بأن يقدم على اتخاذ المزيد من القرارات الجريئه بترقية رجال الدين من أبناء المنطقة وهم على مستوى عالي من العلم والثقافة والمسؤلية المطلوبة.
مبروك للكنيسة بطريركها الجديد فؤاد الطوال ومبروك للأردن