يسهرون لكي تنامَ في كامل الخديعة ..
باسل الرفايعة
13-02-2016 05:21 AM
لن نعرفَ ماذا يحدثُ في سورية والعراق ومصر وليبيا واليمن وغزة، إذا كُنا نتنقّلُ من فضائيةٍ عربيّةٍ، إلى أخرى، أو نحرصُ على قراءة صحافة العرب.
فنحن نريدُ الخبرَ لا الموقفَ، والإخباريّاتُ العربيّةُ والايرانيةُ الناطقةُ بالعربية لا "تضعنا في الصورة". الدولُ التي تموّلُ الإعلامَ، وتدفعُ رواتبَ المديرين ورؤساء التحرير ومعدي النشرات ومحرري الأخبار "تضعنا في روايتها ومشيئتها وأمنياتها". إنها تتلاعبُ بِنَا، وهي محترفةٌ في الخداع والتضليل، فمعظم التقارير الإخبارية المتلفزة مقالات أو افتتاحيات صحف يجري تركيبُ الصور على فقراتها، فأينَ الخبر؟
الخبرُ لم يعدْ حقّاً للمشاهد والقارئ. فمن هو، ليكونَ له الحقّ في معلومةٍ مجرّدة. كما انه نفسه يستعذبُ الأكاذيبَ والانحياز، ولا يُرِيدُ حقه.
إنها التغطيةُ على الحدث، وَلَيْسَ كشفه. تُغطيه الفضائيةُ والصحيفة، لكي لا تراه، أو تكشفُ لَكَ طرفَ الغطاء، لترى جزءاً من الحقيقة، وبعضها يتذاكى عليك بمقارنة الحدث بالأرشيف، أو بحدثٍ آخر، ثم يلهو بك، ويبثّ برنامجاً، يستضيفُ متحدثين يُحكمون الغطاء، على أنْ يكون أحدهم معارضاً لروايةِ الفضائية/ الدولة، وهو كثيراً ما يحظى بمقاطعة المذيعة، وتسفيه رأيه، وغالباً ينقطعُ الاتصالُ معه.
تنقّلْ بين فضائيات العرب والفُرس وصحفهم كما شئت، لكنْ لا تقلْ إِنَّكَ تعرفُ ما يحدث في فصول الكارثة، فأنتَ محضُ لعبةٍ بين عواصم واستخبارات وموظفين ينتظرون الرواتب، ويسهرون لكي تنامَ في كامل الخديعة ..