قبل ايام ومن جانب واحد اعلن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو انتهاء النزاع الفلسطيني الاسرائيلي ، ومهد لهذا الاعلان بتصريحات عديدة سابقة له منها: « عدم امكانية تحقيق حل الدولتين خلال العشرين السنة القادمة.. «...» ولم تجد اسرائيل بابا للوصول الى السلام على اساس حل الدولتين..»..وتصريحات اخرى...
من زمان وحتى الان ،اسرائيل لا تريد السلام الا على هواها وارادتها ويعرف الفلسطينيون والعرب ذلك..فأثناء اجتماعات المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر العام 1991و كنت اغطيه كصحفي في (الرأي) واستمر نحو عشرة ايام ودون الوصول الى «اتفاق نهائي « للمشاركة اوعدمها في مسيرة السلام المقبلة والتي فرزتها عاصفة الصحراء العدوانية على العراق...
لكن....
وفي اليوم الثامن جرى انقلاب في الموقف الفلسطيني من عملية السلام المقبلة وباتجاه المشاركة فيها،فقد جاءت النصائح او قل التهديدات من هنا وهناك وحملها كثيرون..حينها تغير الموقف للمجلس الوطني الفلسطيني وباتجاه الموافقة على المشاركة في عملية السلام المقبلة..وعلى اثرذلك انسحب من منظمة التحرير الفلسطينية احد من مؤسسيها وعضو اللجنة التنفيذية بهجت ابوغربية وعدد من اعضاء المجلس المقيمين في الامريكتين..
مع كل ذلك..
لم يعلن اي مسؤول فلسطيني اوحتى مسؤول اسرائيلي سوى نتنياهو بأن النزاع الفلسطيني الاسرائيلي قد انتهى..وهو فعلا لم ينته، فلم تنسحب سلما او حربا اسرائيل من الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وان كانت قد انسحبت من قطاع غزة وبسبب المقاومة الفلسطينية وبعد ان تمنى اسحق رابين رئيس الحكومة الاسبق واكثر من مرة غرق غزه واهلها في البحر المتوسط..!
لا ادري كيف اعلن نتنياهو انهاء النزاع الفلسطيني الاسرائيلي وهو يعرف جيدا ان اسرائيل وبعد 67 عاما من الصراع هي دولة بلا حدود رسمية وبلا عاصمة مستقرة ولم يعترف بها صاحب الحق والارض الشعب العربي الفلسطيني وجميع الشعوب العربية.
لقد قدمت منظمة التحرير الفلسطينية وحكومات عربية ومن جانب واحد الكثير للوصول الى السلام ومنها: حق اسرائيل في الوجود العام 1988..كما اعترفت بجميع القرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية والعربية والتي تؤكد على الانسحاب الاسرائيلي من جميع الاراضي العربية المحتلة وهي الجولان والضفة الغربية وقطاع غزة والقرارات هي:181 و338 و242 و194..والمبادرة العربية للسلام.. ودون ان تعترف الحكومات الاسرائيلية كافة ولو بواحد من هذه القرارات الدولية والعربية..
هذا الصلف الاسرائيلي يدفع الفلسطينيين ومعهم العرب ودول حرة في العالم الى البحث عن حل..وهنا يبرز حل» الدولة الفلسطينية الديمقراطية الواحدة لجميع مواطنيها «وكما حدث في دولة جنوب افريقيا في اوائل التسعينات..لقد كانت تسمى فلسطين وستبقى تسمى فلسطين كما قال محمود درويش...!

الراي