ممثل الشعب يرانا (فلتانين)
عاطف الفراية
05-07-2008 03:00 AM
ورد من أكثر مصدر إعلامي وصف \"أحد النواب المحترمين والمخضرمين في تمثيل الشعب ومصالحه وحرياته\" للصحافة الإليكترونية باستخدام كلمة (الانفلات) وعنه أيضا أنه قال بضرورة (ضبطها).
وليسمح لي ـ بصفتي واحدا من أبنائه الذين يمثلهم.. وكواحد من الذين قصروا كتابتهم المقالية في الأردن على الشبكة العنكبوتية ـ أن أبحث عن معنى واضح للفلتان الذي نعاني منه حسب توصيفه.
هل يرى دولته أو معاليه أو عطوفته (مش فاكر كويس) أننا مثلا ما زلنا (مراهقين مش مربيين كويس؟) وعلى الشرطة أن تمسك لنا بعصا الطاعة وتضربنا على قفانا لنعود إلى الحظيرة ونسبح بحمد الحكومات ونحلف الأيمان الغلاظ في الإعلام الإليكتروني أن بلدنا بألف خير وأنه ليس لدينا مشاكل؟ وأن المواصلات فاضيااااا.. والرغيف كبييييير أوي أوي.. وأننا مبسوطين من الحكومة.. ثم نخرج المحرمة من جيوبنا ونلوح بها راقصين.. ونغني.. تحيا الوحدة العربية؟ ثم ننشر صورتنا هذه على الإنترنت ليصبح نسخة من إعلامنا الممسوخ؟ ومن لا يفعل ذلك فهو (فلتان) ويستحق التأديب و(الضبط) بالعصا؟
هل هذا ما عناه بهذا الوصف؟
يا سيدي ممثل الشعب.. إذا كان الذين يكتبون في الإنترنت يشكون من أنه لا أحد يسمع صراخهم.. وأن ما يكتبونه يذهب أدراج الرياح.. ويعرفون بينهم وبين أنفسهم أن ما يكتبونه لا يتعدى التنفيس عن احتقاناتهم.. وأنهم لولا الكتابة لأصيبوا بكل أنواع الاكتئاب والرهاب والزهايمر وستحتاج الحكومة عددا كبيرا من مستشفيات (السراي الصفرا والعصفورية والفحيص) لعلاجهم.. فأي ضرر منهم على مسيرة التدمير العبثي لمقدرات الوطن؟ أتريد أن تحرمهم وأنت ممثلهم من مجرد التنفيس؟
يا سيدي أي أكسجين تريدون أن نتنفس؟ هل لديكم أوكسجين خاص من صناعة الحكومات مدفوع الضريبة وجاهز لبيعه إلينا.. لإنزاله في صدورنا ـ وغير مسرطن ـ لكي نتنفس منه فنغني لكم؟ ونبارك قراراتكم .. ونغض الطرف عن عقولنا وقلوبنا وأشواقنا الوطنية ولهفتنا على بلدنا الذي غدا في مهب الريح؟
لقد حاصرتنا حكومات في كل شيء .. ولم يبق إلا الفضاء والأوكسجين.. فدعوه لنا.. ولا تحاولوا تفصيله على مقاسكم. لأن الضغط يولد الانفجار. ولا أظن أن أجسادنا قادرة الآن على تحمل أعباء عصا التأديب يا سيدي.. فهي أجساد أبلاها الجوع والوقوف في طوابير الإذلال الكثيرة من الباصات إلى مكاتب توزيع المعونات.
يا سيدي أنت تمثلنا كشعب.. وكنت أظن أن واجبك هو أن تطارد وتباطح معنا حين يتعرض أحدنا لعقوبة على رأي كتبه.. وتطالب لنا ب (مزيد من الأوكسجين) لا أن تطالب ب (ضبط) كميات الأوكسجين في رئتنا. بعد أن لم يعد أحد من المجلس الذي ترأسه يستطيع أن يطالب لنا ب (مزيد من الثريد) كما فعل \"أوليفر تويست\" في الملجأ. فتلقى عقوبة المطالبة. بعد أن أصبح الشعب أشد يتما من أطفال ملجأ (مستر بامبل) حسب تشارلز ديكنز.
يا سيدي .. لم يبق للصحافة الإليكترونية إلا أن تختبئ من الحكومات ومن ممثلي الشعب.. ومن عصا الشرطة.. خلف مقولة سيد البلاد. حرية سقفها السماء. فلماذا تريدون منع ما يسمح به الملك؟
http://atefamal.maktoobblog.com/