الحكومة معرضة للفشل بنفس درجة النجاح, مثلها مثل الأفراد تماما لكن فشلها لا يخصها وحدها مثل الأفراد بل يخص مجتمع وأمة كاملة.
يقول دومينيك دوفيلبان، رئيس الوزراء الفرنسي السابق، في حوار في قمة الحكومات العالمية بدبي سعى للاجابة عن هذا السؤال الكبير أن جميع حكومات العالم تفشل في مواضع وتنجح في أخرى، ولا يوجد حكومات تتمكن من تحقيق النجاح في كافة الأوقات، لكن النجاح يعتمد على مدى شرعيتها، وعلى توفر رؤية طويلة الأمد ومؤسسات قوية وتوافق اجتماعي وعملية إصلاح سهلة وممتدة.
في حالة الأردن لا يمكن الحكم بأن الحكومات فشلت بالكامل أو نجحت بالكامل، لكن معظم الاخفاقات تعود الى عنصر المفاجأة فالخطط والرؤى رائعة لكن التنفيذ هو المشكلة وأكثر من ذلك عدم توقع المفاجآت ودائما ما كانت الخطط طويلة المدى لا تحقق أهدافها، فلم تترك الخطط الثلاثية ولا الخمسية ولا العشرية أية تأثير بل على العكس كانت تسير باتجاه بينما الأحداث تسير في اتجاه آخر، وقد أحسنت حكومة عبدالله النسور عندما تمسكت بوصف الرؤية العشرية بدلا من خطة.
في حالة الأردن أيضا كان التعامل مع الهجرات الجماعية والتطرف والعنف والبطالة على رأس التحديات لكن الأردن ليس فريدا في ذلك فمعظم حكومات العالم تواجه ذات التحدي لكن الفرق يكمن إما في أخذ هذا التحدي كمسلة لا يمكن مقاومتها أو السير باتجاه معاكس تماما بمزيد من الإنفتاح كرد مثالي على التطرف الذي يدفع الى الإنغلاق والتقوقع خلف أسوار المخاوف الأمنية والقلق.
بيتر شوارتز مؤلف كتاب «مفاجآت لا مفر منها» أقر بأن أحداثا فاجأت الحكومات على مستوى العالم في حين كانت كل المعطيات تشير الى وقوعها، وهذا صحيح لكن إن كان من ملاحظة لكاتب هذا المقال على مثل هذه النتيجة فأسأل أين الآليات المبتكرة لمواجهة التوقعات وهو ما يعرف بالمرونة وليس فقط إتقان فن إدارة الأزمات بل تطويعها والإستفادة منها ؟
في الأردن أثير جدل حول تشغيل اللاجئين السوريين في وظائف محدودة، ولطالما نادينا بأن يكون الأردن سوقا مفتوحا للأعمال حتى يتسنى له أن يكون سوقا مفتوحا للعمالة أيضا، لكن شريطة « التوطين « وهو المصطلح الأكثر استخداما في دول الخليج لوصف تشغيل المواطنين بالمرتبة الأولى, لكن في سياق تنافسي, فما لم يستطع أن يشغله المواطن من فرص سيذهب حتما لغير المواطن فالأعمال والشركات والمصانع لا تنتظر وهي لا تقبل بعمالة غير مؤهلة محلية كانت أم أجنبية !!.
اما سؤال لماذا تفشل الحكومات، فيجب أن نعرف أولا لماذا تنجح ؟
الرأي