لقاء الملك أمس بوجهاء عشائر الحجايا وبني عطية وممثلي القطاعات الخدمية في بلديات الحسا والقطرانه والسلطاني، بدا في غاية اليسر والراحة، فهؤلاء المواطنون يرون أن وجود الملك بينهم فرحة لا تعادلها فرحة.بدأ الملك اللقاء بقوله :"أنا قادم لرصد الاحتياجات وتحديد الأولويات ووضع تصور لتحديات المنطقة". تحدث عن تحدي الأسعار والأعلاف، وكان اللقاء كما سجية أهالي المنطقة صادقا مطمئنا، ومع أن الأهالي لا يمثلهم في اللقاء لا نائب ولا وزير، فقد تحدثوا عن أحقية لأبنائهم في مواقع الدولة العليا أسوة بغيرهم، واشتكوا للملك واقع بعض القطاعات الخدمية وبخاصة قطاعات الزراعة والتعليم والصحة والشباب.
تعددت الملاحظات التي اختلطت بعطافة كبيرة عند عرضها، ومع أنها جاءت بخجل وكبرياء وأنفة في الطلب الممزوج بالتأكيد على الانتماء للوطن وقيادته، فقد لقيت أذنا صاغية من الملك الذي أمر ببعض الحلول السريعة أثناء اللقاء، أما بعض التحديات الأخرى فهي بحاجة لدراسة وتخطيط، ووعد الملك بالعودة والزيارة قبل نهاية العام لافتتاح بعض المشاريع التنموية في مناطق الحجايا وبني عطية.
أظهر اللقاء, كما في كثير من لقاءات الملك مع مواطنيه بعيدا عن العاصمة، تدنيا في مستوى الخدمات، فمثلا تحدث ممثل القطاع الصحي عن إغلاق بعض المراكز الصحية الشاملة او مراكز الطوارئ أبوابها الساعة السابعة مساء مع النقص في الأجهزة الطبية، وتحدث ممثل قطاع الشباب عن غياب أي مستلزمات للعمل الترفيهي أو الشبابي في نادي الحسا، وتحدث ممثل قطاع الزراعة عن أزمة الأراضي التي شكلت قاسما مشتركا بين المتحدثين جميعا حيث طالبوا بضرورة التطويب كحل لأزمة مزمنة في مناطق البدو.
سرد الناس حاجاتهم بود كبير، أصغى الملك لهم، تناسوا الحاجات في بعض لحظات اللقاء، ليتحولوا إلى التنديد بكل ما من شأنه التقليل من إنجازت الوطن والتشكيك بها، على الرغم من أنهم غير مشبعين بالخدمات ولا يمثلون بنسبة عادلة في الوظائف العليا بمثل ما يستحق تاريخهم المستمر منذ بداية تأسيس الإمارة وحتى اليوم، كما إن مشاكلهم بسيطة لا ترتبط بالاحتجاج على بيع أسهم الحكومة في شركة ما او عقد مهرجان غنائي أو غير ذلك، مثلا شباب الحسا يريدون ملعبا بسيطا، وغرفة عمليات الولادة في مركز القطرانة بلا كوادر طبية.. الخ.
في اللقاء ذكّر أحد المتحدثين ببطولات أبناء المنطقة في معارك الثورة العربية، واقتبس من البرقيات التي أرسلت بين الشريف الحسين علي وابنه زيد، لم يشأ في ذلك التذكير سرد تاريخ المنطقة وبطولات أبنائها بقدر ما أراد من غير أن يعلن القول بأن هؤلاء الناس على صلة بالدولة منذ أن كانت مشروع شهادة وحلم نهضة للأمة. لذا فقد عبروا في كلمات ممثلي المنطقة وأحيانا بالشعر عن رسالة كبيرة ذات معاني واضحة، لكل من تحدثوا في الآونة الأخيرة عن وجهة نظر لشيوخ القبائل بما يحدث في الوطن. فالشيوخ من بني عطية والحجايا أظهروا أمس يقينا خالصا بخطى الملك وإنجازته وردوا على كل من يشكك في إنجازات الوطن وقيادته أو بمواقفهم.(الغد)