شبابنا اليوم لا يريد الوظائف .. بل يريد ما هو اّت!
د. وليد خالد ابو دلبوح
10-02-2016 02:23 PM
شبابنا اليوم لا ينظر الوظائف.. بقدر ما يتطلع الى المشاركة والمساواة!
تشغيل الشباب وتوفير وظائف لهم... الاسطوانة المشروخه والتي أصبحت اداة "ملهاة" للسياسات الحكومية تجاه شبابنا... ومنبعا "نفطيا" لاستجداء المانحين من هنا وهناك.. قد أصبحت أيضا "دقة قديمة" بل ومستهجنه من شبابنا الطموح اليوم... لأسباب عدة أولها لأن تلك الأموال لا تصله بتاتا والأهم من ذلك لأن تطلعاته باتت تفوق التوظيف بكثير!
شبابنا اليوم لا يتطلع الى التوظيف فحسب بل الى المشاركة وكذلك المساواة بينه وبين جميع شرائح المجتمع.. من باب "مافي حد أحسن من حد"! ولطالما أصبح شبابنا اليوم في كهف الاقصاء .. منعزلاً يتخبطه الفقر والعصبيه والجريمة والشيشة وشبح الانتحار ... تزامنا مع الوقت الذي ينتقل فيه أردننا العزيز من مرحلة... رجال نخاف عليهم... الى مرحلة رجال منهم... ومن حقبة رجال الزعامات الى حقبة رجال "المافيات" ... ومن زمن الفزعة المستحسنة الى زمن النزعة المستهجنة... يسجل الشباب الاردني ما هو اّت ... أول الاءات: لا لتوريث وتدوير المناصب والمناقب ... هذه أول "لاءات" الشباب الأردني الطموح .. رسائل يرسلها شبابنا الى أولي الأمر منا وفينا... الى الذين يعقلون ... كون من الطبيعي أن "التوريث هنا يعني دوام الاقصاء واستمرارية التهميش وتجذير العبودية لشبابنا الطموح لغيرهم من المدللين من ابناء جلدتهم وجنسيتهم الواحدة والذين لم يتذوقوا عناء الغربة والكربة والجهاد في العلم والتربيه والتعليم وخدمة المجتمع هنا وهناك ... سياسة اكراه الشباب المتعلم أن يخنع للجاهلين من المرضي عنهم من طبقة التوريث... طبقة رجال "المولينيكس" ... ذوو أصحاب الخلطة الصالحة لجميع المناصب والمناقب ... بكبسة زر يصبحون وجيناتهم صالحة لكل زمان ومكان!
كلنا يعلم ان التوربث للعائلة الهاشمية حفظها الله فقط لا غير.. وانه من العار أن هناك مواطن اردني الجنسية من يرفض أن يكون أمينا عاما أو سفيرا لأن هذا الموقع في نظرهم يعد هذا "انتقاصا لهم" في الوقت الذي يستجدي قيه مواطنون من نفس الجنسية الاردنية.. نص متر في متر .. بسطه في الشارع ليسد به رمقه ورمق عائلته ثم يزجون بالسجن لانهم "مخالفون" وأصبحنا للاسف ننعت ابناء جلدتنا ب "ولاد البسطات"!
ولطالما كانت المادة السادسة من الدستور الأردني تقول "الأردنيون أمام القانون سواء لا تمييز بينهم في الحقوق والواجبات وإن اختلفوا في العرق أو اللغة أو الدين", فاننا بالفعل قد اجترأنا على الدستور, كون المتبع هو تفضيل القبائل والعائلات من ابناء جنسيتنا ذوي الجنسية الواحدة بعضها عن بعض, ولكوننا غيبنا المساواة في المنافسة في العطاء وفضلنا بعضهم عن بعض لا نريد أن نعرفها ... في أحقية تقديم الواجب والتمتع بالحقوق.
وهذا الخطاب يأتي من صلب دستورنا العزيز والذي ينص صريحا بأن "كل اعتداء على الحقوق والحريات العامة أو حرمة الحياة الخاصة للأردنيين جريمة يعاقب عليها القانون".
الخاتمة" لا لسياسات الدراهم المعدودة! ان احد الاسباب الرئيسية وراء تخبط التنمية المستدامة عندنا يعود الى القرارات الفردية من "رجال المولينكس".. وحدهم فقط يلي بنفهموا والمنتمون بالاشتراك .. والمفروضون على شعبنا وعلى شبابنا وعلى مستقبلهم .. بنمط فكري واحد لا يتغير بتغير الحكومات ... تنبذ المشاركة وترفض المساواة .. وعليه فان النظرة الضيقة باتباع سياسات تحصيل الدراهم المعدودة المتفطعة ... وتحت رحمة هذه الدولة او تلك .. او رحمة اسعار النفط ... بعيدا عن سياسات الانتاج ودخائن المصانع التي يقبل عليها فكر شبابنا المقصي اليوم عن المشاركة .. كانت كفيلة لما وصل اليه الحال اليوم على الاردن والاردنيين .. ومن هنا نقول الحل يكمن بالشباب .. ولكن ليس بسياسة الدراهم المتقطعة المعدودة بل بالمشاركة والمساواة! ومن هنا نقول, معا مع تطبيق المادة السادسة من الدستور الاردني .. 'مافي حد احسن من حد' لطالما كلنا ابناء هذا الوطن الواحد .. ويلي احسن منا .. نجيب سيرته الذاتية ليتم تدريسه لطلابنا لنعرف ولنفسر لهم لماذا تم التمييز بين الناس!!!
لن يفرض علينا وعلى شبابنا المهمش... وعلى اولادنا واحفادنا تباعا .. أناس لا نعرف سيرتهم الذاتية ولا انجازاتهم وانتماءهم.. لا نعرف سوى.. جيناتهم أين تصب .. صالحة كانت ام طالحة فقط لا غير... !! لا تعلمون الشعور والاحراج الذي يجول في أفئدة اساتذة السياسة والقانون عندما يدرسون هذه المادة للطلاب!! لا اتخيل أن عينهم تلتقي أعين تلاميذهم خاصة عند الوقوف عند تفسير المادةالسادسة من دستورنا العزيز!!! على كل حال ... شبابنا وعلماؤنا يستأهلون الا يكونون امعة.. ولا عبيدا لغير الله .. عنا شباب ازغرت وعلماء محترمين ... يستاهلوا اكثر من هيك بكثير.. معا مع تطبيق المادة السادسة من الدستور الاردني !!
dr_waleedd@yahoo.com